لبنان
31 آب 2019, 10:22

عرس جماعيّ في زحلة

شهدت مدينة زحلة الاحتفال بالعرس المسيحيّ الجماعيّ الذي نظّمته مؤسّسة ميشال ضاهر الاجتماعيّة للسّنة الثّامنة على التّوالي، في بارك جوزف طعمة سكاف البلدي؛ والذي ضمّ إثنان وعشرون ثنائيًّا من زحلة والبقاع، بحضور حشد كبير من أبناء المنطقة وأهالي المتزوّجين، بحسب "إعلام البطريركيّة".

وإحتفل برتبة الإكليل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش، راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض، المُعتمد البطريركيّ الأنطاكيّ للرّوم الأرثوذكس في روسيا المتروبوليت نيفن صيقلي، راعي أبرشيّة زحلة للسّريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، راعي أبرشيّة بعلبك وتوابعها للرّوم الكاثوليك المطران الياس رحال، الرّئيس العام للرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة الأرشمندريت شربل معلوف، ولفيف من الكهنة.

وبعد الإنجيل المُقدّس، ألقى المطران عصام يوحنّا درويش كلمةً، هنّأ فيها العرسان الجدد، وقال: "نُحيّيكم أيُّها العرسان ونُرحّب بكم في العرس الجماعيّ الثّامن، نُرحّب بكم أيُّها الأهل الأحبّاء، أتيتم من كلّ مناطق البقاع تشهدون على عرس أولادكم وتشاركوننا الصّلاة من أجلهم. يُسعدنا جدًّا أن نُصلّي معكم من أجل هؤلاء الشّباب والفتيات الذين قرّروا أن يرتبطوا معًا بسرّ الزّواج المُقدّس.
 

نحن أساقفة المدينة نفرح بمباركة هذا الإكليل الجّماعيّ المسكونيّ، والعرس هذا هو صورة ورمز وعلامة حسيّة لعملنا الكنسيّ المُشترك، وهو رجاء ودعاء وصلاة لنكون كنيسة المسيح الواحدة.


في هذا اللّقاء الكنسيّ الذي يجمعنا معكم، نشعر بوجود يسوع بيننا، وكأنّنا في عرس قانا الجليل، المسيح حاضر في فرح أولاده، يُبارك كلّ واحد من العرسان، يشدُّ على يده ويقول له أنا اخترتك تلميذًا لي، حافظ على الأمانة ولا تنسى العهد. ومريم العذراء تجول بيننا تقول لنا: عندما تفعلون ما يريده منكم يبقى الفرح فيكم والبركة لن تنضبّ من حياتكم.
 

يسوع المسيح يدعوكم اليوم لتملأوا قلوبكم من الإيمان، ويُقدّم لكم رؤيةً جديدةً ليكون مستقبلكم واعدًا وجميلًا.
 

يتحدّث القدّيس بولس في القراءة الأولى التي تُليت على مسامعكم، عن المحبّة بكلمات رائعة. فالثّقافة والعلم والغنى والإيمان والتّضحية والجاه والجمال بدون محبّة تكون كُلُّها باطلة، وأنا إذا لم تكن فيَّ المحبة فأنا لا شيء. ولو وُزّعت جميع أموالي للمحتاجين والفقراء، ولو أسلمت جسدي ليحرق، ولا محبّة عندي، فهذا كلّه لا ينفعني.
 

لا يكفي أن أعرف هذا غيبًا ولا يكفي أن أُردّده أمام الأصدقاء، عليّ أن أعيش هذه المحبّة في أدّق تفاصيل الحياة اليوميّة. والرّسول بولس يوضح لنا هذا، ويعطينا بعض الخطوط العمليّة لتكون محبّتنا حقيقيّة وصادقة:
المحبّة تصبر، المحبّة تخدم، المحبّة لا تحسد، المحبّة لا تتباهى، ولا تتكبّر، ولا تُسيء التّصرف، ولا تحسد، ولا تحتدُّ، ولا تظنُّ السّوء، ولا تفرح بالظّلم.

 

أيُّها العرسان! تُكلّلون اليوم مسيرة حبّ لبعضكم البعض، بدأت منذ سنوات، تعلّمتُم يومًا بعد يوم كيف تنمو المحبّة بينكم. لكنّنا في هذا الإكليل نشهد إعلانًا واضحًا لحُبّكم، أمام الله وأمام النّاس. أنتم هنا أمام هذا الهيكل المُقدّس، لأنّكم تؤمنون بأنّ حبكم وحده لا يكفي، وبأنّكم بحاجة إلى حبّ أكبر ليُقدّس حُبّكم، أنتم بحاجة الى حبّ الله الذي تجسد بيسوع المسيح. إنّ الله محبة، وبدون محبّته تسكن القساوة في قلوبكم وتتعثّر الحياة.
 

نُبارك لكم من جديد، ونشكر سعادة النائب ميشال ضاهر والسّيدة مارلين ضاهر رعايتهما هذا العرس الزّحليّ الكبير، إنّنا نضعكم تحت حماية مريم العذراء، سيّدة زحلة، ونطلُب منها أن تبارك عرسكم بنعمة وبركة الآب والإبن والرّوح القدس، آمين."
 

وإختُتم الاحتفال بإطلاق الألعاب النّاريّة في سماء المدينة.