لبنان
11 كانون الأول 2023, 12:50

عبد السّاتر يصلّي من أجل السّلام في لبنان والمنطقة

تيلي لوميار/ نورسات
سأل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر شفاعة سيّدة النّجاة- رأس النّبع من أجل السّلام في لبنان والمنطقة، خلال قدّاس إلهيّ احتفل به لمناسبة افتتاح اليوبيل السّتّين لتكريس مذبح الكنيسة الجديدة واليوبيل الــ١٧٠ على إنشاء الرّعيّة الّتي هي أقدم رعيّة مارونيّة في الأبرشيّة بعد الكاتدرائيّة، ولمناسبة عشيّة عيد الحُبِل بها بلا دنس، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري شربل شدياق والخوري داني درغم، بمشاركة المونسنيور نعمة الله شمعون والمرشد العامّ لجماعات الرّحمة الإلهيّة الأب ميلاد سقيّم ولفيف من كهنة الأبرشيّة، وبحضور عدد من الفعاليّات وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة: "أشكركم على حضوركم لنصلّي معًا في كنيسة سيّدة النّجاة طالبين منها أن تشفع بلبنان والمنطقة ليعمّ السّلام ويعود كلّ إنسان إلى بيته ليعيش فيه بأمن وكرامة.

إنّنا نحتفل بافتتاح يوبيل ٦٠ عامًا على تكريس مذبح الكنيسة وبيوبيل ١٧٠ عامًا على إنشاء هذه الرّعيّة وهي أوّل رعيّة في أبرشيّة بيروت، والّتي أرادها أهلها على اسم السّيّدة العذراء الّتي لها مكانة خاصّة في الكنيسة المارونيّة وكُرّست على اسمها كنائس عدّة في الأبرشيّة.

من المهمّ أن نتذكّر أنّ الكنيسة الّتي قد تعرف فترات صعبة من الألم والمِحَن ستستمرّ بنعمة الرّبّ، على الرّغم من كلّ شيء، لأنّها جسد المسيح الّذي غلب الموت، كلّ موت. فدعونا لا نخاف على مستقبل الكنيسة لأنّها ستبقى حاضرة بإيمان أولادها ومحبّتهم للآخرين وبارتباطهم بالرّأس يسوع المسيح.  

نحن هنا أيضًا لنفرح بعيد أمّنا الحُبِل بها بلا دنس كما يفرح الأولاد بعيد أمّهم، ولنضع ذواتنا وبلدنا بين يديها، ولنتعلّم منها كيف نتمّم إرادة الرّبّ في حياتنا، وكيف نحبّ حتّى أعداءنا، وكيف نعمل من أجل خير الإنسان والعالم وخلاصه."

وكانت كلمة للخوري شربل شدياق قال فيها: "عندما استلمتُ خدمة الرّعيّة، علمتُ أنّ صليبًا كان في داخلها واحترق في أيّام الحرب الّتي عاشها لبنان. وقد يكون هذا الصّليب تجسيدًا لما كانت ستمرّ به هذه الكنيسة.

علّمَنا سيّدنا أنّ الصّليب هو بابٌ للرّحمة، ولذا أصرّ أن تبقى جمعيّة مار منصور مستمرّة في خدمتها الّتي بدأتها منذ ٢٠ عامًا عبر تقديمها ١٢٠ طبقًا كلّ خميس لعائلات محتاجة، بالإضافة إلى عشاء الميلاد وعشاء الفصح ومونة في كلّ فترة الصّيف. كما ودعا سيّدنا جماعة الرّحمة الإلهيّة لتكون حاضرة في هذه الكنيسة، وفي هذه المناسبة نشكر الأب ميلاد سقيّم وأعضاء جماعة الرّحمة الإلهيّة- فرع جديدة المتن على خدمتهم بيننا كلّ يوم ثلاثاء حيث نحتفل بالقدّاس الإلهيّ، ونسجد للقربان المقدّس مع اعترافات، ونتعمّق بإيماننا المسيحيّ.

وأيضًا ببركة من سيّدنا، استمرّت الجمعيّة الخيريّة المارونيّة في الرّعيّة ولا زالت تقدّم في الأعياد حصصًا غذائيّة.

وبفضل قرار سيادته بقيت أبواب هذه الكنيسة مفتوحة على الرّغم من الحضور القليل فيها. والرّبّ حاضر في بيت القربان بكامل ألوهيّته وبكامل إنسانيّته، علامة على رحمته المتجسّدة في قلب هذا العالم وفي قلب هذه المنطقة تحديدًا. وكأنّ سيّدة النّجاة أرادت أن تنجّي هذه المنطقة من كلّ حقد وأن تعلّمنا أنّه مهما اشتدّت الحروب تبقى علامة حضور الرّبّ في هذا الشّرق أقوى. لذا، هذه الرّعيّة علامة على أن لا نخاف الصّليب، بل أن نقتدي بتعليم سيّدنا في الأبرشيّة أنّ الصّليب هو باب للرّحمة وأن نتذكّر دومًا أن نكون نحن علامة على رحمة الله في كلّ مكان نكون فيه ولاسيّما في هذه الرّعيّة.  

بناءً على كلّ ما تقدّم، نشكرك سيّدنا على احتفالك معنا بافتتاح يوبيل هذه الكنيسة وعلى اهتمامك الدّائم فيها، كما أشكر كلّ الجمعيّات العاملة في الرّعيّة، ومجموعة سيّدات الرّعيّة في كنيسة سيّدة العطايا وكنيسة سيّدة النّجاة اللّواتي اجتمعن وقمن بتنظيف هذه الكنيسة والاعتناء بها، وهي علامة على أنّه طالما هناك أشخاص يتمتّعون بهذا الحبّ لرعيّتهم تبقى رحمة الله ومحبّته أعظم وأكبر من كلّ شرّ".