لبنان
31 كانون الثاني 2023, 11:20

عبد السّاتر من بسابا: المطلوب اليوم أن نتوحّد فعلًا ونعمل سويًا لمصلحة وطننا وجماعتنا المسيحيّة

تيلي لوميار/ نورسات
إستكمالًا لزياراته الرّعويّة، زار راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر رعيّة سيّدة الانتقال في بسابا، رافقه فيها خادم الرّعيّة الخوري جوزيف حجيج والمتقدّم بين الكهنة في قطاع السّاحل الجنوبيّ الخوري خليل شلفون، والقيّم العامّ في الأبرشيّة الخوري جورج قليعاني ومسؤولة مكتب خدمة المحبّة في المطرانيّة السّيّدة نادين أبي راشد إسبر.

وبحسب إعلام المطرانيّة، "استهلّت الزّيارة بالصّلاة في الكنيسة، ومن ثم توجّه صاحب السّيادة إلى دار البلديّة حيث التقى برئيسها السّيّد كلود أبي أنطون وأعضاء المجلس البلديّ والموظّفين وشرطة البلديّة، وكان عرض للخدمات الّتي تحاول البلديّة تأديتها في ظلّ الوضع المأزوم على مختلف الأصعدة. وكانت كلمة لرئيس البلديّة رحّب فيها بسيادته قائلًا: "بقلب مفعم بالمحبّة والاحترام والتّقدير، نرحّب بكم يا سيّدنا، وأنتم مع غبطة أبينا البطريرك وسائر الأساقفة، رؤساء الكنيسة وأسيادها ورعاتها في بلد غاب فيه الضّمير وسيطر الجشع والخوف على المصير، وفيه مسؤولون لا يعرفون حجم مسؤوليّاتهم وهمّهم مصالحهم غير عابئين بالنّاس وهمومهم.

جئتم يا سيّدنا في زيارتكم تبلسمون الجراح، تعيدون الأمل والرّجاء، تشاطرون النّاس همومهم ومشاكلهم، تسعفون المحتاجين من بينهم".

من جهته، أكّد المطران عبد السّاتر وقوف المطرانيّة والكنيسة إلى جانب أبنائها، شاكرًا البلديّة على تعاونها الدّائم مع كاهن الرّعيّة.

بعدها، زار المطران عبد السّاتر مركز الدّفاع المدنيّ في البلدة، حيث استمع من رئيسه والمتطوّعين فيه إلى الظّروف الصّعبة الّتي تواجه عملهم وحاجتهم إلى العتاد ليقوموا بمهمّاتهم في إطفاء الحرائق. وأكّد صاحب السّيادة أمامهم أنّ المطرانيّة ستقف إلى جانبهم بقدر الامكانيّات.  

وفي صالون الكنيسة، التقى المطران عبد السّاتر أخويّة الحبل بها بلا دنس الّتي عرضت لنشاطاتها في الرّعيّة والإقليم والرّابطة. وشدّد سيادته أمام سيّدات الأخويَّة على أنّ الحضور المصلّي والمحبّ هو الأساس لأنّ منه ينبثق كلّ عمل آخر، أكان روحيًّا أو إنسانيًّا، ولأنّه يعلّم الآخرين كيف يحبّون بعضهم البعض حقًّا.

من ثمّ، اجتمع المطران عبد السّاتر مع مختار بسابا السّيّد ميشال سليم وكان عرض لشؤون أبناء البلدة، ليستقبل بعدها كاهن رعيّة مار جاورجيوس للرّوم الأورثوذكس الأب الياس كرم الّذي أطلع صاحب السّيادة على التّعاون القائم بين الرّعيّتين والنّشاطات المشتركة في مختلف المناسبات والأعياد.  

أعضاء لجنة الوقف عرضوا مع سيادته للصّعوبات الّتي تواجه مهامهم ولاسيّما في ظلّ المعاناة بالحصول على السّيولة من المصارف. من ناحيته، توجّه المطران عبد السّاتر إليهم بالشّكر على خميرتهم الطّيّبة وعلى الجهود الجبّارة الّتي يبذلونها في سبيل الكنيسة الحجر والبشر على حدّ سواء، في ظلّ هذه الأوضاع.  

وأمام أطفال الرّعيّة والمسؤولين عن تنشئتهم المسيحيّة، شكر صاحب السّيادة الجهود الّتي تبذل في سبيل مساعدة أطفالنا على الالتقاء والتّعرّف على يسوع المسيح منذ نعومة أظافرهم.

من ثمّ، التقى المطران عبد السّاتر على التّوالي أعضاء: المجلس الرّعويّ، وحركة Legions de Marie، وشبيبة "سيروا في النّور"، وجوقة الرّعيّة، الّذين عرضوا لنشاطاتهم ومشاريعهم بالإضافة إلى التّحدّيات الّتي يواجهونها. وتوجّه سيادته إليهم بالقول: "فليكن أيّ عمل تقومون به نابعًا من القلب ومليئًا بالإيمان والفرح، وكونوا المثال لمن تلتقون بهم. إشهدوا ليسوع المسيح وللمحبّة فتجذبون الآخرين إلى الله."  

بعدها، قام المطران عبد السّاتر بزيارة عائلتين في الرّعيّة.  

وصباح الأحد، احتفل صاحب السّيادة بالقدّاس الإلهيّ، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري جوزيف حجيج والمتقدّم بين الكهنة في القطاع الخوري خليل شلفون والقيّم العامّ الخوري جورج قليعاني، بمشاركة الأب الياس كرم، وبحضور حشد من أبناء الرّعيّة.  

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها: "نقدّم هذا القدّاس، في أحد تذكار الأحبار والكهنة الرّاقدين، على نيّة الكهنة الّذين خدموا هذه الرّعيّة وانتقلوا إلى بيت الآب السّماويّ.  

أشكركم جميعًا، كاهنًا وأبناء الرّعيّة، على إعدادكم لهذه الزّيارة وعلى محبّتكم وطيبتكم وفرحكم.  

رعيّتكم تذكّرنا بأوّل أيّام الكنيسة عندما كانت الجماعات المسيحيّة لا تزال صغيرة ولكن فعلها كان كبيرًا، متسلّحة، لا بأعدادها، بل بقوّة إيمانها وبعمق محبّتها وبمثالها الصّالح أمام الآخرين.  

أنتم في بلدة بسابا قدّمتم شهداء على مذبح الوطن وضحّيتم كثيرًا وبذلتم أنفسكم عن الآخرين وحملتم عنهم الخوف والموت والجراح.

واليوم، المطلوب منّا، كمسيحيّين ومسيحيّات ضمن جماعاتنا، أن نحمل، على قدر إمكانيّاتنا، فقر ومرض ووجع وجوع بعضنا البعض، فتمرّ الأزمة بأسرع وقت وبأقلّ عذاب ممكن.  

يقول الرّبّ في إنجيل متّى (١٢: ٢٥) "كلّ بيت ينقسم على نفسه لا يثبُت"، فلنصلِّ على نيّة الوحدة بين المسيحيّين في لبنان، ولنساهم في إعادة الوحدة في ما بيننا في بلدنا بدل أن نعزّز الانقسامات. المطلوب اليوم أن نتوحّد فعلًا، وأن نتعلّم قبول الآخر كما هو والإصغاء إليه، وأن نحبّ ونحترم بعضنا البعض، لنعمل سويًّا لمصلحة وطننا وجماعتنا المسيحيّة".

وكانت كلمة للخوري جوزيف حجيج قال فيها: "أشكرك يا صاحب السّيادة، بإسم الرّعيّة، على زيارتك وعلى إصغائك لجميع من التقيتهم، وأشكرك على تواضعك وشفافيّتك، وعلى الانطباع الّذي تركته عند الجميع ببساطتك. وأشكرك أيضًا يا صاحب السّيادة على دعمكم الأساسيّ للأبرشيّة وكهنتها وأبنائها. نشكر الله الّذي انتدبك بفعل الرّوح القدس لتولّي مقاليد الأبرشيّة الّتي لم تعرف الرّاحة بعد جرّاء الانفجار المدمّر والوباء والأزمة، إلّا أنّك يا صاحب السّيادة لم تفقد الأمل وتمسّكت بالعناية الإلهيّة مردّدًا دومًا عبارة "انشالله خير."  

شكرًا لك يا صاحب السّيادة."  

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر بأبناء وبنات الرّعيّة في صالون الكنيسة، لينتقل بعدها إلى كنيسة مار جاورجيوس للرّوم الأرثوذكس تلبية لدعوة خادمها الأب الياس كرم، حيث كان أبناء الرّعيّة بانتظاره، فرُفعت الصّلاة، ورأى المطران عبد السّاتر في كلمته أنّ الوحدة بين الكنائس المسيحيّة تتجلّى بأبهى حلاها في بلدة بسابا."