لبنان
18 تشرين الأول 2023, 05:00

عبد السّاتر مفتتحًا العام الدّراسيّ في مدرسة الحكمة: نصلّي من أجل كلّ الأولاد المحرومين اليوم من العلم والمهدّدين بالموت

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر العام الدّراسيّ في مدرسة الحكمة- بيروت، في قدّاس إلهيّ احتفل به في كنيسة مار يوسف- الأشرفيّة، عاونه فيه رئيس المدرسة المونسنيور بيار أبي صالح والقيّم فيها الخوري جان باخوس ومرشدها الخوري رودريغ شرتوني والخوري شربل عازار، بحضور عائلة المدرسة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:  

"نشكر الرّبّ على كلّ النِّعم الّتي منحكم وسيمنحكم إيّاها لتكبروا أكثر فأكثر بالعلم والمعرفة والقامة والحكمة، ونرفع صلاتنا إليه لتكون هذه السّنة مباركة ومليئة بالثّمار، فتشكّل خطوة إلى الأمام في حياة كلّ واحد وواحدة من بينكم.

العلم أساسيّ وضروريّ في أيّامنا هذه، لذا فليكن همّكم أن تتميّزوا في علمكم، لأنّه به وبمعرفتكم تبنون مستقبلكم وحياتكم.

إلى جانب العلم، هناك صفات وقيم إنسانيّة وأخلاقيّة عليكم الحفاظ عليها وتطويرها. فما نفع العلم وحده إذا لم يعرف الإنسان كيف يتعامل مع أخيه الإنسان؟ وما نفع العلم إذا كان هدفه فقط تجميع الأموال وزيادة الممتلكات ولم يكن من أجل خير الإنسان في العالم الّذي نعيش فيه؟ وما نفع العلم إذا لم يكن إلى جانبه التّضامن والمحبّة والأخوّة والاحترام واللّياقة والتّهذيب؟  

أطلب منكم أن تستفيدوا من وجودكم في المدرسة ومن تعب وتضحيات أهلكم وأساتذتكم والإداريّين والإداريّات لأجلكم ليكون لكم العلم، لتصيروا أناسًا متميّزين كبشر وكلبنانيّين ولبنانيّات وكحكمويّين وحكمويّات أينما حللتم.

نرفع جميعًا الصّلاة من أجل كلّ الأولاد المحرومين اليوم من العلم والمهدّدين بالموت في كلّ لحظة بسبب الحرب، ومن بينهم من قُتل أو أصيب بجروح. نتضرّع إلى الله لتنتهي الحرب بأسرع وقت لأنّها شرّ وأذى وتشريد".

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للمونسنيور أبي صالح قال فيها: "في بدايةِ كلِّ عامٍ دراسيّ، نتوجّهُ إلى الله لنستمدَّ من مَعينِ حبِّه القوّةَ ونشكرُه على نِعَمِه الوافِرَة. وأمامَ مذبحِه، نضعُ همومَنا وصعوباتِنا والتّحديّاتِ الّتي سنواجهُها، مُتذكّرينَ قولَه في إنجيلِ يوحنّا، "مِن دوني لا تستطيعون أن تَعملوا شيئًا ولكن معي كلُّ شيءٍ مستطاع".

صاحبَ السّيادة، باركتم عامَنا الدّراسيَّ وصلّيتم من أجلِ مدرسةِ الحكمةِ الأمّ. فيها قلتُم يومَ كنتُم رئيسًا لها: "عندما أنظرُ إلى الوجوهِ الحِكمَويّةِ المُحِبّةِ، أمتلئ ثقة ويطمئنّ قلبي". ونحنُ نقولُ لكُم اليومَ، عندما ننظرُ إلى وجهِ وليّ الحكمةِ وراعي أبرشيّتِنا، نرى أسقفًا متواضعًا، همُّه الشّهادةُ لله وبناءُ الإنسان.

نشكرُكم على اهتمامِكم بمدرستِكم، مدرسة المطران، الحاملة لتاريخٍ عريقٍ وأصالةٍ تتألّقُ مع مرورِ السّنين. فالحكمةُ لا تشيخُ لأنّ قلبَها نابضٌ بالحياةِ ببركتِكم وعنايتِكم وبعطاءِ الكهنةِ والمسؤولين فيها مع الهيئتَين التّعليميّةِ والإداريّة. وأنتم تقِفون دائمًا، يا صاحبَ السّيادةِ، بجانبِ كلٍّ منّا من أجلِ تأمينِ جوٍّ مناسبٍ للنّموِّ وخدمةِ طلّابِنا، الّذينَ يُشكّلونَ مِحورَ اهتمامِنا. إنّهُم مستقبلُ الكنيسةِ والوطن. وأنتم تناشدون دائمًا قدامى المدرسةِ ليكونوا أوفياءَ للقيمِ الّتي تربّوا عليها في الحكمةِ، وتشجّعونَ الحركةَ الكشفيّةَ الُتي تشّكلُ روحَ المدرسة. وتساندونَ الأهالي للتّخفيفِ عنهُم من قسوةِ الحياةِ الّتي نعيشُها.

شكرًا سيّدَنا على ما أنتم عليه وعلى ما تجسّدونَه فيما بيننا. وهذه فرصةٌ لأشكرَ باسمِكم وبإسمي كلَّ التّعبِ الّذي يُسكَبُ بحبٍّ في قلبِ الحكمة وأحيّي كلَّ الجهودِ المبذولةِ بوحدةِ كلِّ مكوّناتِها. شكرًا لرعيّةِ مار يوسف على الاستقبالِ بشخص النّائب العامّ ومعاونيه. والشّكر لدائرة التّواصل في الأبرشيّة ولكلِّ مَن تعبَ وحضّرَ هذا الاحتفالَ ليكونَ لائقًا ويعكسَ إيمانَ عائلةِ الحكمة.

وأخيرًا وليس آخرًا أشكُرُكم شخصيًّا، يا صاحبَ السّيادةِ، أمامَ عائلتي الحكمويّةِ على ثقتِكُم ومحبَّتِكم الّتي تدفعُني دائمًا لمزيدٍ من الخدمة. وقد دعوتُموني أن أكونَ بجانبِكم لمساعدتِكم في شؤونِ قطاعاتِ الأبرشيّةِ، وإنّي أعاهدُكم بالطّاعةِ الكاملةِ والأمانةِ التّامّةِ الّتي تشكّلانِ عهدَ التزامي يومَ سيامتي الكهنوتيّة.

والآن أدعو الطّالبة كريستي بعقليني الّتي انضّمَت إلى المدرسةِ يومَ كنتُم يا سيّدَنا رئيسًا لها، لتُقدِّمَ باسمِنا جميعًا صورةً للمدرسةِ، وأنتم تباركونَها وذلك تعبيرًا عن ارتباطِنا بكمُ والالتزامِ بتوجيهاتِكم.

سنة مباركة للجميع".