لبنان
30 أيار 2023, 09:30

عبد السّاتر لخرّيجي راهبات الورديّة- المنصوريّة: أحبّوا لبنان واعملوا لأجله حيثما حللتم

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر بالقدّاس الإلهيّ في ثانويّة راهبات الورديّة- المنتزه في المنصوريّة، لمناسبة تخرّج طلّابها، عاونه فيه الأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر وخادم الرّعيّة الخوري داني افرام ومسؤول لجنة البروتوكول في الأبرشيّة الخوري نعمة الله مكرزل.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها بحسب إعلام المطرانيّة: "إنّه لشرف لي أن أكون معكم أيّها الخرّيجون والخرّيجات في هذا الوقت المهمّ والأساسيّ وأنتم تنتقلون من مرحلة إلى مرحلة أخرى في حياتكم. وإنّي أشكر حضرة الأمّ الرّئيسة على دعوتها لي للمشاركة في هذه المناسبة وإيّاكم.

وإنّها فرحة كبيرة لي أن أصلّي معكم في هذا المساء شكرًا لله الآب على نعمه العديدة الّتي أغدقها عليكم وعلى أهلكم ومعلّميكم ومعلّماتكم وعلى كلّ من كان له أو لها دور في تنشئتكم حتّى بلغتم إلى ما أنتم عليه من علم ومعرفة ونضج روحيّ وإنسانيّ.

إفرحوا بما أنجزتم وافرحوا بما وصلتم إليه اليوم لأنّه ثمرة الكثير من الجهد والتّضحيات من قبلكم ومن قبل العديدين من حولكم.  

لي كلمتان أقولهما لكم في هذه المناسبة:

حافظوا على هويّتكم وأصالتكم وقيمكم حيثما توجّهتم وأينما حللتم. فأنتم لبنانيّون ولبنانيّات، مشرقيّون تحترمون الإنسان لذاته كائنًا من كان، غنيًّا أم فقيرًا، أبيض البشرة أم أسود.

أنتم تثمّنون الوقت وتقدّرون الحياة حقَّ قدرها. فلا تسمحوا أن يضيع يوم من حياتكم هباءً بل اعملوا فيه من أجل خير الإنسان وتطوّر العالم وازدهار الحياة، حياة كوكبنا الأرض بمخلوقاته وبمناخه وبطبيعته.

أنتم أولاد شعب مؤمن يصلّي ويعمل الخير ويعرف كيف ينهض من الموت مرارًا وتكرارًا. ولذلك أنا متيقّن من أنّكم لن تنجرّوا خلف التّيّارات المادّيّة الّتي لا بعدًا روحيًّا لها والّتي تشجّع على السّعي المفرط خلف المادّة والمصلحة واللّذّة الشّخصيّة ولو على حساب الآخر ونموّه.  

والكلمة الثّانية:

عيشوا حقيقتكم ولا تكونوا نسخة عن أحد لا في ملبسكم ولا في كلامكم وتصرّفاتكم ولا في آرائكم وأهدافكم. واعلموا أنَّ ما يأتي من الخارج ليس بالضّرورة أفضلَ ممّا يوجد في الدّاخل. فافحصوا كلَّ شيء بتأنٍّ حتّى لا تتيهوا وتتألّموا.

أحبّوا لبنان واعملوا لأجله حيثما حللتم. صحيح أنَّ الحياة فيه زادت صعوبة بسبب الفساد المستشري من أعلى الهرم إلى أسفله وبسبب سوء تدبير المسؤولين. ولكنّه لا يزال يستحقّ محبّتنا ومجهودنا لأنّه بلد القدّيسين وثمرة تضحية العديدين من أجدادنا وأهلنا ولأنّه وطننا. فمن لا يحبّ وطنه ويتعلّق به لا هويّة له ولا أحد يراه.  

أيّها الخرّيجون والخرّيجات، أخرجوا إلى العالم وأعملوا بما أوتيتم من مواهب من أجل خير الإنسان."

وبعد القدّاس، شارك المطران عبد السّاتر في حفل توزيع الشّهادات، تخلّلته كلمة لرئيسة المدرسة الأخت سيرافيم سلامة، وكلمات للطّلّاب ألقوها باللّغة العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة، وكلمة بإسم الهيئة التّعليميّة، كما تمّ تسليم المفتاح من فوج إلى فوج.