عبد السّاتر: لا خلاص للبنان إلّا من الدّاخل ومن صنع اللّبنانيّين أنفسهم
وللمناسبة، قال عبد السّاتر: "إخوتي وأخواتي،
نشكر الرّبّ يسوع الّذي مكَّننا من اللّقاء مجدّدًا في هذه الكاتدرائيّة العزيزة من بعد انفجار الرّابع من آب المجرم والّذي لا زلنا نطالب بكشف حقيقته والمسؤولين عنه ومجازاتهم. وإنّنا نذكر في قدّاسنا هذا المساء، كلَّ ضحايا هذا الانفجار، الموتى والأحياء، وكذلك ضحايا الكورونا من أبناء وبنات أبرشيّتنا.
إنّنا نجتمع في هذا المساء لنحتفل بعيد شفيع عاصمتنا القدّيس جرجس ولنطلب صلاته من أجل شعب لبنان ليكون له الخلاص الحقيقيّ القائم على الحقّ والمجّانيَّة والتّضامن والصِّدق.
خلَّص القدّيس جرجس أهل بلده من الموت ليس بقوّته الذّاتيّة أو بمهارته في فنّ القتال بل بقوّة الرّبّ يسوع الّذي ملأ كيانه. ونحن الّذين نريد أن نخلِّص ذاتنا وأهلنا من الموت لا نستطيع ذلك إلّا بقوّة الرّبّ يسوع الّذي يُعطينا الحياة بوفرة. لذلك نحن نحتاج الى أن نثبت في الرَّبّ كما يثبت الغصن في الكرمة. نحن نحتاج إلى أن نُفرغ ذاتنا من إرادتها ومن الأنانيّة والكبرياء ومن الكراهيّة لتمتلئ من المسيح فنعمل إرادته ونحبَّ على مثاله وتكون أفكارنا وأفعالنا أفكاره وأفعاله.
كثيرون هم الّذين ينتظرون من العالم الخارجيّ بدوله الغربيَّة والعربيَّة وغيرها أن يُخلِّص لبنان من أزمته السّياسيّة والاقتصاديَّة فيعود الازدهار إليه والرّخاء لشعبه. وعبثًا ينتظرون! لأنّ ما يصيب لبنان اليوم هو النّتيجة الحتميَّة لما عشناه ونعيشه نحن اللّبنانيّين من كذب وغشٍّ، وسعي خلف الرّبح السّريع والآنيّ ولو بوسائل ملتوية، وارتهان للخارج من أجل التّغلّب على الخصم وأخذ مكانه، وتزلّم للزّعيم في سبيل الحصول على وظيفة في الدّولة أو مركز ومنصب في الدّاخل.
عبثًا ينتظرون! لأنّ لا خلاص للبنان من دون توبة حقيقيَّة يعيشها كلّ شعب لبنان فيتوقّف عن الكذب والغشّ والسّعي خلف السّلطة والمال. لا خلاص للبنان من دون العودة إلى الله وعيش المحبّة والغفران. لا خلاص من دون إرادة حرّة غير مرتهنة وتضامن مع الضّعيف والفقير. لا خلاص إلّا من الدّاخل ومن صنع اللّبنانيّين أنفسهم.
يا مار جرجس صلِّ لأجلنا حتّى نصير شعبًا يستحقّ الخلاص ويستحقّ لبنان".
