عبد السّاتر في يوبيل المرضى وعالم الصّحّة: لا يجوز أن يتسوّل المريض علاجه أو أن يموت على باب أيّ مستشفى
وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، قال المطران عبد السّاتر، بحسب إعلام الأبرشيّة: "الشّكر لله الآب والابن والرّوح القدس الّذي جمعنا في المحبّة لنحتفل معًا بسرّ مشحة المرضى وبالقدّاس الإلهيّ لمناسبة السّنة اليوبيليّة "حجّاج الرّجاء" في هذه الكاتدرائيّة المباركة فنخرج منها جميعًا ملأى بالإيمان والرّجاء والمحبّة.
سرّ مشحة المرضى الّذي نحتفل به ليس سرًّا يُمنح للمنازعين بل لكلّ مريض ومريضة في حال الخطر والّذين يرغبون، بسبب إيمانهم، أن يعيشوا مرضهم مع الرّبّ يسوع فيتحوّل هذا الاختبار المؤلم والمزعج والسّيّء إلى اختبار لحضور الرّبّ ومحبّته وخلاصه. في هذا السّرّ يلتقي المريض والمريضة بالمسيح المخلّص يحوّل موتهما إلى حياة ويمنحهما الرّجاء والإيمان والصّبر والتّعزية وشفاء النّفس، وشفاء الجسد. وترافق الجماعة المسيحيّة المريض والمريضة بصلاتها وبحضورها وبمحبّتها خلال قبولهما لهذا السّرّ لذلك لا يجب أن يُمنح بطريقة فرديّة من دون حضور أفراد العائلة والجيران والأصدقاء.
ماذا نفعل أمام المرض؟
نعالج ونداوي ولكن ليس بأيّ ثمن ومن دون أن نحوّل المريض والمريضة إلى حقل تجارب وشفاءهما إلى قصة نجاح شخصيّة. نعالج ونداوي مع كثير من المحبّة والاحترام لإرادة المريض والمريضة وكرامتهما.
نحضن ونرافق وندعم مع احترام المسافات واحترام الاختبار وحاجات المريض والمريضة وحرّيّتهما.
نتضامن مع المريض والمريضة فلا يصيرا مجرّد رقم على ملفّ أو عبئًا ننتظر زواله عن كاهلنا.
ونصلّي، ونصلّي كثيرًا.
إخوتي وأخواتي، نصلّي في هذا المساء على نيّة كلّ المرضى من أجل شفائهم وثباتهم في الإيمان وتخفيف ألمهم. ونصلّي أيضًا على نيّة كلّ طبيب وطبيبة وممرّض وممرّضة ومعاونيهم ليعطيهم الرّبّ القوّة والصّبر والحكمة في عمل ما ينفع مرضاهم نفسًا وجسدًا.
ونصلّي أيضًا من أجل المسؤولين في دولتنا كي يعوا أنَّ تأمين الاستشفاء هو أوّلًا مسؤوليّة الدّولة أيّ مسؤوليّتهم وأنّه لا يجوز أن يتسوّل المريض علاجه أو أن يموت على باب أيّ مستشفى لأنّه أوّلًا إنسان مخلوق على صورة الله وله كرامته ولأنّه ثانيًا مواطن ساهم ويُساهم وعائلته في بنيان الوطن واستمراره.
أشكر لكم جميعًا مشاركتكم في هذا الاحتفال وأتمنّى لكلّ مرضانا الشّفاء ولكلّ المتألّمين العزاء ولكلّ العاملين في المجال الطّبّيّ الحكمة والقوّة والصّبر. آمين".
وبعد العظة، منح المطران عبد السّاتر مشحة المرضى لعدد من الحاضرين.
وبعد القدّاس الإلهيّ، كان لقاء حول راعي الأبرشيّة في صالون الكاتدرائيّة.