عبد السّاتر: في غالبيّة الأوقات لا يكون التّدنيس باليد بل باللّسان والفم وبالقلب وما يضمر في داخله
وللمناسبة، ألقى عبد السّاتر عظة قال فيها: "مار سركيس وباخوس اللّذان ذاقا أقسى العذابات حتّى الموت، ما كانا ليعيشا الاستشهاد لو لم يكونا بجانب بعضهما البعض. سندا بعضهما بالمحبّة والصّلاة، فاستطاعا عيش المحبّة حتّى بذل الذّات.
نحن في أيّامنا الصّعبة هذه بحاجة إلى جماعات وأبناء رعايا يعيشون الرّوح المسيحيّة الحقيقيّة، فيسندون بعضهم البعض بالمحبّة والصّلاة والعطاء.
إذا أردنا أن نعيش المستقبل واضعين في سلّم أولويّاتنا ما يناسبنا ويفيدنا ويريحنا من دون التّفكير بما يناسب الآخر وينفعه ويريحه، لن تستقيم الأمور في مجتمعنا.
نحن من نتناول الجسد الواحد، كيف نقبل ألّا نحمل الآخر في قلبنا وصلاتنا؟ كيف يمكن أن لا نرى المعوز بيننا؟ كيف يمكن ألّا نتألّم للمظلوم بيننا؟ وكيف نسمح لأنفسنا أن ندين الآخرين؟
في جماعاتنا اليوم أشخاص يدينون الآخرين لدرجة تكفيرهم واتّهامهم بتدنيس جسد الرّبّ. أقول لكم اليوم: "كلّنا إخوة وأخوات في جماعة مسيحيّة واحدة، فإذا كان فعلًا هناك من يكفر أو يدنّس، فلنصلِّ لأجله ليكون له الخلاص بيسوع المسيح. علمًا أنّ في غالبيّة الأوقات، لا يكون التّدنيس باليد، بل باللّسان والفم وبالقلب وما يضمر في داخله."
فلنحافظ على بعضنا البعض ولنتذكّر أنّ ما يجمعنا هو فرح اللّقاء بيسوع المسيح وبالشّهادة له وليس فرح الإدانة والاستقواء على حساب الآخر والارتياح والاغتناء على حساب فقر الآخر وجوعه.
لا يمكن لأحد منّا أن يتنصّل من مسؤوليّته تجاه الآخر وقداسته."