عبد السّاتر في عيد مار يوسف: دعوتنا المسيحيّة هي أن نحب الله وذاتنا والآخرين
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:
"يقول الإنحيليّ متّى إنّ القدّيس يوسف كان إنسانًا بارًّا، والبرارة تعني أن تكون أولويّة الإنسان تتميم إرادة الله في حياته، لا خوفًا من العقاب بل حبًّا بهذا الإله الّذي أحبّه أوّلًا. كان همّ مار يوسف الأوّل أن يتمّم إرادة الله لأنّه كان يعلم، من خلال تأمّله بالكتاب المقدّس، مدى حبّ الله له، لذا لم يتردّد عند استيقاظه من نومه في أن يفعل ما أمره به الملاك بتسليم كامل من دون جدل أو حسابات.
ونحن المسيحيّين والمسيحيّات، الّذين نردّد مرارًا خلال اليوم الواحد عبارة "متل ما الله بيريد"، كم مرّة نطبّق فعلًا ما نقوله؟ كم مرّة تمّمنا مشيئة الله في حياتنا من دون تفكير وحسابات ربح وخسارة على مختلف الأصعدة؟
إذا أردنا أن نتعلّم من مار يوسف شيئًا فهو أنّه في كلّ الأوقات الّتي نكون فيها أمام قرار في حياتنا، أن نسأل ما الّذي يريده الله منّا في هذا الوقت، وماذا يريدنا أن نفعل أمام أيّ موقف نواجهه، وأن نتصرّف على هذا الأساس.
ولأنّ الله محبّة، كلّ ما يطلبه منّا هو أن نحبّ كما أحبّنا هو. وبالتّالي عندما نقول "متل ما الله بيريد"، فنحن نعني بشكل غير مباشر أنّنا نريد أن نحبّ لأنّها إرادة الرّبّ. إنّ دعوتنا المسيحيّة هي أن نحب الله وذاتنا والآخرين على مثال إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح."
وفي ختام القدّاس الإلهي، كانت كلمة للخوري بشارة بو ملهب قال فيها: "صاحب السيادة أنت الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف داخل الحظيرة وخارجها، وعندما ترى الذئب، أي الشر، آتٍ إليها لا تتركها، فيخطفها ويبددها، بل تدافع عنها وتحميها بشراسة بعصاك الأبويّة الرسوليّة. أنت يا صاحب السيادة لا تخاف من يقتلون الجسد بالسلاح والمال لأنّك نقيّ، وسلاحك هو صليب يسوع ابن الله الآب الحي الذي تجسد من مريم البتول الخطوبة للقديس يوسف الذي نقيم تذكاره في هذا القدّاس. لذا اذكرنا سيّدنا دائمًا في صلاتك يا بركة ونعمة من الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس في أبرشيّة بيروت المارونيّة".
وبعد القدّاس الإلهي الذي خدمته جوقة الرعيّة، تقبّل المطران عبد الساتر والوزير منسى والكهنة التهاني بالعيد.