عبد السّاتر في عيد مار يوحنّا المعمدان: لنتخلّ عن كلّ عمل وكلّ كلمة وتصرّف لا يساهمون في بناء الإنسان
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى عبد السّاتر عظة أبرز ما جاء فيها بحسب إعلام المطرانيّة:
"لم تكن حياة مار يوحنّا طويلة ولكنّها كانت مثمرة إذ إنّه كان يعلم منذ البداية أن الله دعاه دعوة مميزة ليعدّ مجيء الملكوت أيّ ابن الله المتجسّد والمخلّص. لم يهدر وقته، فراح يبشّر ويعمّد وينبّه ويتكلّم كلام الأنبياء ويردّد الكلام الموجود في الأسفار المقدّسة. ولم يتلّهَ بالرّاحة ولا حتّى بالأكل والشّرب بل كان همّه الوحيد إعداد طريق الّربّ."
وأضاف: "نحن أيضًا مدعوّون إلى الأمر نفسه، فنحن موجودون لنخبر العالم أنّ الله يحبّ الإنسان إلى درجة أنّه صار إنسانًا وعاش بيننا ولا يزال حاضرًا معنا بمحبته.كثرٌ هم الذين يخافون من الله ولا يدركون أنه يحبّهم وعينه عليهم عين محبّة وليس دينونة. لذا دعانا الرّبّ لنعيش حياتنا رسلًا بين النّاس، فنعزّي المحزونين ونشجع اليائسين على مثال مار يوحنّا المعمدان. ليس لدينا الكثير من الوقت لنقضيه بالمماحكات والسّجالات ولنتلّهى عن نقل كلمة يسوع ومحبّته للآخرين المتعطّشين للرّجاء. فلنتخلَّ عن كلّ عمل وكلّ كلمة وتصرّف لا يساهمون في بناء الإنسان."
وتابع: "في هذا العصر، يقيَّم الإنسان بحسب ما يملك وبالانجازات التي فعلها، ووظيفته ومركزه، وعائلته وإلى أيّ مدى هو محبوب. مار يوحنّا لا يقيَّم بأعماله، لأنه لم يقم بمشاريع خارقة بل جلّ ما فعله هو الإعداد عبر التّبشير والعماد، ولا زلنا حتّى اليوم نحتفل بعيده قدّيسًا عظيمًا. لا تدَعوا أحدًا يقيّمكم على أساس إنجازات كبيرة أو على أساس شعبية أو من خلال الكلام عنكم. التّقييم الوحيد هو ذاك الذي نقوم به لأنفسنا: هل أنا أحبّ فعلًا أم لا؟ هل أنا أسامح حقًا أم لا؟ هل أنا أمدّ يد المساعدة أم لست آبهًا لمن هم بحاجة لي؟"
وبعد القدّاس، جال المطران عبد السّاتر على مطبخ المحبّة والمعرض في الرّعيّة، كما التقى بأخوة وأخوات جماعة إيمان ونور.