عبد السّاتر في عيد مار جرجس: لمواجهة شرّ التّبعيّة العمياء أو التّزلّم الأعمى
وألقى للمناسبة عظة قال فيها: "الرّبّ يسوع انتصر على الشّرّ بموته وقيامته. لذلك لن يغلبنا الشّرّ إذا كنّا مع المسيح. فنحن المسيحيّين في لبنان والعالم، مدعوّون إلى مواجهة الشّرّ وليس فقط إلى الابتعاد عنه أو عدم القيام به، لأنّنا بناة الملكوت ورسل المحبّة. وواحد من الشّرور الّتي يجب أن نواجهها اليوم هو شرّ التّبعيّة العمياء، أو التّزلّم الأعمى.
نحن المسيحيّين لا نتبع "على العمياني" إلّا الرّبّ يسوع لأنّه ابن الله الّذي تجسّد وتألّم ومات وقام وأعطانا الحياة الأبديّة. نحن نصغي إلى كلامه لأنّه كلام حياة. ونعمل مشيئته لأنّ في ذلك خلاصنا.
ولكن أن نتبع سياسيًّا أو زعيمًا "على العمياني"، أو أن نعمل إرادته وننفّذ أوامره ونتشرّب أفكاره لأنّه يخدمنا في مصالحنا، ويغطّي مخالفاتنا للقانون، لا سمح الله، أو لأنّه يؤمّن لنا وظيفة ولأولادنا من بعدنا، فهذه تبعيّة عمياء وهي شرّ.
نحن نتبع المسؤول الّذي يعمل لخير الإنسان والبلد ونتخلّى عنه من دون تردّد حين لا يعود يعمل لخير الإنسان والبلد.
نحن نتبع السّياسيّ والزّعيم الصّادق والأمين على طموحات النّاس وتعب النّاس وأموالهم ونتخلّى عنه من دون تردّد حين لا يكون صادقًا ولا أمينًا على طموحات النّاس وتعب النّاس وأموالهم.
لا بل نحن نسير والسّياسيّ والزّعيم جنبًا إلى جنب، نحاوره، ونناقشه، وحتّى نتحدّاه حتّى يخدم أفضل ويكون مسؤولاً أفضل وإلّا فنحن نعيش تبعيّة عمياء وهي شرّ.
أتذكّر الآن كلمات لدولة الرّئيس المغفور له سامي الصّلح الّذي كتب في مذكّراته : "وكنت أدرى النّاس بأنّ معظم السّياسيّين أصحاب مصالح أكثر ممّا هم زعماء مصلحون يسعَون إلى خلق لبنان جديد"، وإنّي أتمنّى وأصلّي ألّا يكون كلامه حقيقة اليوم.
وفي نهاية عظتي أصلّي حتّى يحفظ الرّبّ يسوع بشفاعة القدّيس جرجس بلدنا لبنان وعاصمته بيروت ويمنح المسؤولين فيه الحكمة، وجميع اللّبنانيّين موهبة التّمييز حتّى يختاروا أن يتبعوا بتبصّر، الزّعيم والمسؤول الصّالح الّذي لن يعمل إلّا لخير لبنان".