لبنان
02 تشرين الأول 2023, 09:30

عبد السّاتر في عيد تريزيا الطّفل يسوع: لنفرغ ذواتنا من مغريات هذا العالم على مثال قدّيستنا فيكون لنا الفرح الحقيقيّ

تيلي لوميار/ نورسات
"فلنحبّ، ولنعمل الخير، ولنفرغ ذواتنا من مغريات هذا العالم فيكون لنا الفرح الحقيقيّ في هذا العالم وفي الآخرة ونمتلئ من الله الثّالوث حتّى نبلغ "الوجه لوجه""، تلك كانت دعوة راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر في عيد القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، خلال ترؤّسه قدّاسًا إلهيًّا في كنيستها في بيت مري- المنصوريّة، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري داني افرام والخوري أغسطينوس بو عبدالله، بمشاركة المتقدّم بين الكهنة في قطاع المتن السّاحليّ الخوري بيار أبي صالح وخادم رعيّة مار شربل- الفنار الخوري روجيه سركيس والخوري إيلي غزال، وبحضور عدد من الرّاهبات ورئيس بلديّة المنصوريّة ويليام خوري ومختار عين سعادة موريس الأسمر وحشد من أبناء الرّعيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها: "أشكر حضرة الخوري داني افرام خادم الرّعيّة ومعاونه الخوري أغسطينوس بو عبد الله على دعوتهما لي للاحتفال معكم بعيد شفيعة الرّعيّة القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع الّتي اختارت أن تكون ذلك العصفور الصّغير الّذي يضع ذاته في يديّ الرّبّ لترفعانه نحو الشّمس فيتمتّع بدفئها.

أدركت القدّيسة تريزيا منذ بداية مسيرتها مع الرّبّ أنّها كالطّفلة تحتاج إليه ليغذّيها وليربّيها وليرفعها إليه. فتركت ذاتها بين يديه وتخلّت عن إرادتها وطموحاتها، ليحقّق الرّبّ فيها إرادته بالكامل، ويملأها بحضوره بالكامل. أفرغت قلبها من أمور هذا العالم ليملأه الرّبّ بحضوره. يا ليتنا نتعلّم منها إفراغ الذّات وتسليمها بالكامل إلى الرّبّ.

قالت قدّيستنا خلال حياتها على هذه الأرض إنّها ستقضي سماءها تفعل الخير على الأرض. لهذا الكلام تبعات. الأولى أنّ أهل السّماء يبقون مرتبطين برباط المحبّة بأهل الأرض. وهذا يعزّي كلَّ الّذين فقدوا أحبّاء لهم. فهؤلاء، ولأنّهم في قلب الله المحبّة، يغمرون من تركوا على الأرض بمحبّتهم من فوق ويتضرّعون إلى الله الآب من أجل خلاصهم وخيرهم. فلا أهلين في السّماء ينسون أولادهم على الأرض ولا أخ أخته ولا أخت أخاها.

والتّبعة الثّانية هي أنّه علينا نحن المسيحيّين، وعلى مثال القدّيسة تريزيا، أن نحبَّ ونعمل الخير منذ الآن، مع النّاس من حولنا، لا لأنّه واجب علينا أو من أجل نجاح سياسيّ وشعبيَّة جماهيريّة أو لأنّنا نريد الحصول على مكافأة ربّانيَّة بل لأنَّ الرّبَّ الّذي يحبّنا حاضر فيهم ولأنّ دعوتنا الوحيدة على هذه الأرض هي المحبّة وعمل الخير وهي سبب فرحنا. دعونا لا ننسى أنّنا سنحاسب على أمانتنا لهذه الدّعوة: كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت عطشانًا فسقيتموني، كنت عريانًا فكسوتموني (متّى ٢٥: ٣١ - ٤٦).

ولماذا نتأخّر أو نتردّد في عمل الخير فنتحسَّر فيما بعد على الفرص الّتي أضعناها كمثل العناية بوالد عجوز أو زيارة مريض أو إسماع المنبوذ والمقهور كلمات التّشجيع والأمل؟ ولماذا نمتنع عن فعل الخير من أجل المحافظة على مال أو ملك فنبخل مثلًا على المحتاج بالمساعدة وتكون نهايتنا ملعونين في نار الأبد حيث هناك البكاء وصريف الأسنان؟

أخواتي وإخوتي، فلنحبّ، ولنعمل الخير، ولنفرغ ذواتنا من مغريات هذا العالم فيكون لنا الفرح الحقيقيّ في هذا العالم وفي الآخرة ونمتلئ من الله الثّالوث حتّى نبلغ "الوجه لوجه"."

وبعد القدّاس، شكر الخوري داني افرام المطران عبد السّاتر، بإسم البلديّة ولجنة الوقف والمجلس الرّعويّ وكلّ الحركات الرّسوليّة والكشفيّة وجميع أبناء الرّعيّة الحاضرين والغائبين، على احتفاله بهذا القدّاس، طالبًا له طول العمر، واعدًا إيّاه أنّه خلال السّنة الطّقسيّة المقبلة الّتي أطلق عليها شعار "على صورتِكَ نصلّي"، ذكره بكلّ صلاة وعمل روحيّ ورعويّ.