لبنان
14 نيسان 2025, 11:50

عبد السّاتر في الشّعانين: أحد الشّعانين هو يوم انطلاقة حجّ فلنبدأ المسيرة

تيلي لوميار/ نورسات
عجّت كاتدرائيّة مار جرجس- وسط بيروت بالمؤمنين في قدّاس أحد الشّعانين الّذي احتفل به راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، بارك خلاله غضان الزّيتون، وألقى عظة قال فيها:

"اليوم، في الذّكرى الخمسين لبداية الحرب اللّبنانيّة، نصلّي لراحة نفس الشّهداء ونطلب من الرّبّ المخلّص أن يعطينا السّلام في وطننا لبنان وفي المنطقة.

إخوتي وأخواتي، 

ها نحن نجتمع مرّة جديدة لنحتفل معًا بقدّاس وزيّاح أحد الشّعانين في كاتدرائيّة مار جرجس في العاصمة بيروت. ها نحن هنا لنصرخ أمام العالم إيماننا بالرّبِّ يسوع، إبن الله المتجسّد، إلهًا ومخلّصًا لكلِّ إنسان مهما كان جنسه أو لونه أو دينه. وبعد قليل سنسير خلف المصلوب المعلّق والمتألّم حبًّا بالإنسان ولكن المنتصر على كلِّ موت لنتأمّل في حبّه الكبير لنا ولنتعلّم منه كيف نحمل صليب الألم والحبّ بإيمان ورجاء.

سنسير بعد قليل في مسيرة حجّ نحوه، هو الّذي تنازل حتّى الامّحاء ليهبنا نحن صغار هذا العالم كرامة أبناء وبنات الله وليمنحنا الحياة الأبديّة الّتي لا تنتهي حيث لا ألم ولا حزن ولا مرض ولا وجع. وهو سيلاقينا ليكون معنا كلَّ حين فيحمل عنّا آثامنا وهمومنا، وليسندنا في وقت الشّدّة والضّعف فنعيش بسلام ونعبر من هذه الدّنيا إلى تلك بسلام أيضًا.

نسير نحوه فيأتي إلينا ماشيًا أمامنا كالرّاعي الصّالح ليدلَّنا على الطّريق نحو الآب وهو الطّريق. ويمشي بيننا لنأخذ منه رائحة الألوهة وليشجّعنا على أن نستمرَّ في السّير على الرّغم من المشقّات وأن نستمرّ في الإيمان على الرّغم من الشّدائد وفي الحبّ المجّانيّ والصّادق في عالم استبدل هذا الحبّ بحبّ غرائزيّ مبنيٍّ على المصلحة الآنيةِ ويسعى خلف سعادة مزيّفة. ويمشي خلفنا حتّى لا نضلَّ وحتّى لا ينقطع فينا الرّجاء من الوصول فنتوقّف. يُسمعنا صوته ونشعر برفقه فنكمل الحجّ.

إخوتي وأخواتي،

سنسير بعد قليل خلف الصّليب ونحن نمسك بأيدي أطفالنا أو ونحن نحملهم على أكتافنا. أطفالنا الّذين من حقّهم علينا أن نحبَّهم حتّى المنتهى ونربّيهم بمثلنا ونصائحنا. والّذين من حقّهم علينا أيضًا أن نحميهم من كلّ سوء نفسيّ أو جسديّ فنختار الكلمات الّتي نقولها لهم وأمامهم ونبعدهم عن سيئي المعشر ونحميهم من المعتدين ومن غضبنا ونحترم حرّيّتهم وأحلامهم وطموحاتهم. أطفالنا الّذين سنسير وإيّاهم هم الوزنات، هم اللّؤلؤة المخبّأة في حقل وهم أيضًا حبّة القمح الّتي تُلقى في الأرض فتنمو وتحمل الخمسين والثّمانين بفضل اعتنائنا بها، كما علَّم ربّنا في مثل الزّارع.

إخوتي وأخواتي،

أحد الشّعانين هو يوم فرح فلنفرح ولنبتهج به. أحد الشّعانين هو يوم انطلاقة حجّ فلنبدأ المسيرة. أحد الشّعانين هو يوم شهادة وإعلانِ إيمان بالمخلّص الرّحيم والعطوف والمتجسّد. فلنسِر، يا إخوتي وأخواتي المؤمنين والمؤمنات بعد قليل، خلف ربّنا يسوع ولنصرخ بفرح: هوشعنا، يا ربّ خلّص. آمين".

بعد القدّاس، شارك المؤمنون في زيّاح الشّعانين في الشّوارع المحيطة بالكاتدرائيّة وسط العاصمة بيروت.