لبنان
25 شباط 2025, 07:30

عبد السّاتر في افتتاح يوبيل الحكمة: الحكمة كانت، ويجب أن تبقى، مؤسّسة مسيحيّة وطنيّة جامعة تعمل من أجل الإنسان فقط

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ جامعة الحكمة المطران بولس عبد السّاتر، يوبيل الجامعة الـ150 سنة على تأسيسها، بصلاة خاصّة باليوبيل وسط حضور كبير ضمّ إكليروسًا وفعاليّات سياسيّة وحزبيّة وثقافيّة ونقابيّة وطبّيّة واجتماعيّة وتعليميّة وإعلاميّة.

ثمّ كانت له كلمة قال فيها بحسب إعلام المطرانيّة: "كانت "الحكمة" كلمة محبّة للإنسان القادم من الجبل إلى بيروت سعيًا خلف لقمة العيش والحياة الكريمة والأكثر إنسانيَّة.

كانت "الحكمة" أيضًا كلمة ترحيب وتشجيع لكلّ من رغب في النّموّ والتّطوّر والعلم فقبلت بين جدرانها ابن وابنة الوطن من أيّ منطقة أتى وإلى أيّ طبقة اجتماعيّة وطائفة انتمى ليكتسب فيها المهارات لبناء مستقبل زاهر ومجتمع أفضل. وليتنشأ على مقاعدها على المواطنة والأخوّة وعلى بناء الجسور مع الآخر واحترام ضميره ودينه وفكره.

بكلمة واحدة: "الحكمة" كانت، ويجب أن تبقى، مؤسّسة مسيحيّة وطنيَّة جامعة تعمل من أجل الإنسان فقط، ومن أجل نموّه الاجتماعيّ والنّفسيّ والرّوحيّ مهما كلّف الأمر ومهما كبرت التّضحيات.  

هنيئًا لجامعة الحكمة يوبيل المئة والخمسين سنة على تأسيسها، وهنيئًا لها استمرارها على الرّغم من قساوة التّحدّيات وتقلّب الأيّام وذلك:

بفضلِ نِعَمِ الرّبِّ عليها وعلى الأبرشيّة، فالشّكر لله الآب والابن والرّوح القدس على محبّته وعلى عطاياه؛

وبفضل عمل وتضحيات المسؤولين عن مسيرتها، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتّعليميّة والموظّفين والعمّال منذ المحاضرة الأولى الّتي ألقيت فيها عام ١٨٧٥ وحتّى اليوم. فالشّكر لهم مرارًا وتكرارًا؛

وكانت "الحكمة" وتستمرّ كلمة محبّة للإنسان وصرحًا وطنيًّا وعلميًّا برؤيا ومثابرة مؤسّسها المثلّث الرّحمات المطران يوسف الدّبس وبقرارات وعناية الّذين خلفوه وأذكر من بينهم المثلّث الرّحمات المطران اغناطيوس زيادة والمثلّث الرّحمات المطران خليل أبي نادر والمطران بولس مطر أطال الله بعمره؛

إخوتي وأخواتي، حضرة رئيس جامعة الحكمة وأعضاء الهيئتين التّعليميّة والإداريّة والموظّفين والعمّال،

تواضعوا أمام نُبل رسالتكم وأمام حاجة من وضعوا ذاتهم بين أيديكم.  

تذكّروا أنّكم هنا لتَخدموا لا لتُخدَموا.

لا تنسوا أنّكم عابرون. فاتركوا بصمتكم الحسنة في قلوب وذاكرة طلّابكم وطالباتكم والجامعة.

تذكّروا أن كلَّ ما تقولونه وتعملوه يجب أن يكون من أجل خير الإنسان والوطن ومن أجل خير هذه الجامعة وجوابًا على ثقة الكنيسة والأبرشيّة ومطرانها بكم.

كونوا مجتهدين لأنّ الأمانة عظيمة.

إعملوا بفرح وبسلام وبتأنّ وباحتراف لأنّ بين أيديكم ما هو أثمن من الألماس وأطرى من العجين".

بدوره لفت رئيس الجامعة البروفيسور جورج نعمة إلى أنّ "التّاريخ الغنيّ والتّقاليد النّبيلة والمستقبل الواعد هي الأعمدة الّتي تشكّل هويّة الجامعة ومهمّتها"، وإلى أنّ "جامعة الحكمة تجسّد تاريخًا من الالتزام والتّضحيات ولكن أيضًا من الشّجاعة والجرأة"، متحدّثًا عن التزام الجامعة بالعلم والانفتاح والحرّيّة الأكاديميّة على مرّ التّاريخ، معلنًا أنّ "جامعة الحكمة ستفتتح في خلال السّنة اليوبيليّة وبرعاية وليّها المطران عبد السّاتر، "مركز المثلّث الرّحمات المطران يوسف الدّبس للسّلام والحوار" وفاء للمؤسّس الّذي تضيء رؤياه المسيرة الأكاديميّة، بحيث يكون المركز مكانًا للتّشجيع على الحوار والتّفاهم والعمل من أجل السّلام".

وتمّ خلال حفل إطلاق السّنة اليوبيليّة توقيع المطران عبد السّاتر على النّسخة الرّسميّة الأولى للنّصوص التّنظيميّة الجديدة للجامعة الّتي تتضمّن نظامها الأساسيّ ونظام الهيئة التّعليميّة والقوانين والتّنظيمات المتعلّقة بالشّؤون الأكاديميّة والبحث العلميّ.

ويُذكر أنّ فعاليّات السّنة اليوبيليّة ستستمرّ على مدار السّنة بلقاءات واحتفالات وطنيّة وعلميّة وثقافيّة.