عبد السّاتر: علينا أن نتعلّم ونعلّم أولادنا الاكتفاء بيسوع
إحتفل بالذّبيحة الإلهيّة مسؤول المخيّم الرّسوليّ الخوري بولس مطر، عاونه فيها الخوري إميل داغر والخوري كريستيان حلّاق، بمشاركة الخوري فرنسيس داوود ولفيف من كهنة الرّعايا، وبحضور عدد من الرّاهبات والإكليريكيّين وحشد من أبناء الرّعايا.
وللمناسبة، ألقى المطران عبد السّاتر عظة قال فيها: "نرفع صلاتنا على نيّتكم جميعًا حتّى يبقى فرح المسيح في قلوبكم، ويستقرّ الرّجاء، الّذي أساسه انتصار الرّبّ على كلّ موت، في نفوسكم، على الرّغم من الحياة القاسية الّتي نعيشها وما تحمله معها من يأس وخوف أحيانًا.
سلك الرّسل درب الرّسالة والبشارة حتّى النّهاية، غير آبهين بخطر أو باضطهاد أو بجوع أو بموت، لأنّ يسوع المسيح كان كلّ حياتهم وكان وحده كفايتهم. ونحن اليوم، علينا أن نتعلّم ونعلّم أولادنا الاكتفاء بيسوع، فنفتح قلبنا له، ونسير معًا درب البشارة، على مثال الرّسل، حتّى النّهاية.
مسؤوليّتنا اليوم أن ننقل فرح يسوع إلى الآخرين، ولاسيّما في هذه الظّروف الصّعبة الّتي نمرّ بها والتّحدّيات اليوميّة الّتي نعيشها. ورسالتنا اليوم أن نعكس صورة يسوع الحقيقيّة فنجذب إليه كثيرين. إنّه المخلّص الوحيد".
وكانت كلمة للخوري بولس مطر قال فيها: "لستُ بصدد التّرحيبِ بكم يا صاحب السّيادة وأنتم أصحاب البيت، ولكنّي أودُّ أنْ أشكرَ الله الآب الّذي هو مصدرُ كلِّ أبوّةٍ أبوَّتكم، فأنتم تسهرون علينا وتشملوننا برعايتكم وبمحبّتكم الكبيرة، وأشكر الله الإبن اتّضاعَكم فأنتم أسقفٌ من أجلِنا وخادمٌ بيننا وواحدٌ منّا، وأشكر الله الرّوحِ القدسِ غيرتَكم، فهو ملهمُكم دائمًا في إدارة وتدبير الأبرشيّة، وكلُّ ذلك لمجدِ الثّالوثِ الأقدس، وبنيان الكنيسة والإنسان وخير وخلاص النّفوس.
"اليوم بتقدر" كلمتان أردناهما عنوانًا للأسبوع الرّسولي الّذي جمع الإكليريكيّين والفريق الرّسولي وشبّان وشابّات متفانين في العطاء وفي الخدمة في الرّسالة. "اليوم بتقدر تصغي وتشارك وتحبّ وتكون مسؤول وتشكر"، إنّها عناوين اخترناها لرسالتِنا، ونحن على يقينٍ وعلمٍ، يا صاحبَ السّيادةِ، أنّكم في كلِّ يومٍ تصغون إلى صوت النّاس وأنينهم، وتشاركونَهم أفراحَهم وأحزانَهم، وتحبّونَهم بتجرُّدٍ ومجّانيّةٍ، وتتحمّلون المسؤوليّة لصون كرامتهم وفي كلِّ حينٍ وفي كلِّ حال تشكرون الله في صلاتكم طالبين منه كسليمان الحكيم في سفر الملوك الاوّل أنّ يمنحكم قلبًا مصغيًا لتحكموا شعبه وتميّزوا الخير من الشّرّ (1 مل 3 ، 9).
اِسمحوا لي، يا صاحبَ السّيادة أنْ أشكرَ باسمِكم ومعكم: أوَّلًا راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات ونخصُّ بالذّكر الأخت ناهدة عوّاد، رئيسة هذا الصّرح التّربويّ والأخوات العاملات معها، اللّواتي استقبَلْنَنا بفرح ومجانيّة، كما نشكرُ كلَّ كهنة الرّعايا على تعاونهم الأخويّ والمحبّ، وأيضًا لا بدَّ من شكر بعض كهنة الأبرشيّة لحضورِهم ومساندتِهم لنا في الرّسالة. كذلك الأمر، نشكرُ من كلِّ قلوبِنا الأخويّات في الرعايا التي قدّمت من وقتها وتعبها لتحضّر لنا الطعام، وكلُّ الشّكر للأيادي البيضاء الّتي ساهمت في إنجاح عملِنا الرّسولي. أشكرُ إخوتي الكهنة الخوري إميل داغر والخوري كريستيان حلّاق والخوري فرنسيس داوود الذين تفرّغوا لهذا العمل الرّسولي بالرّغم من التزاماتهم، كما وراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات وراهبات المحبّة- بزنسون والرّاهبات الأنطونيّات وكلّ الفريق الرّسولي الأبرشيّ من إكليريكيّين وعلمانيّين.
إنَّ عملَنا الرّسوليّ، باسمكم يا صاحبَ السّيادة، في هذه الرّعايا جسَّد الرّوح السّينودسيّة، فكنّا سائرين معًا، متعاونين مع بعضنا البعض، مصغين، متنَّبهين إلى بعضِنا البعض، مشاركين بعضنا البعض أوقات الفرح والعطاء في خدمة الإنجيل، محبيّن لله وللنّاس، مسؤولين ومؤتمنين على كلمة الله، والآن نرفعُ الامتنان لله في ذبيحة الشّكر هذه الّتي تترأَّسونها".