لبنان
09 كانون الثاني 2025, 12:50

عبد السّاتر ترأّس قدّاس شكر والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات
رفع راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر الشّكر لله على الخوري جورج شهوان على سنين خدمته في رعيّة السّيّدة والقدّيسة ريتا- سنّ الفيل، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه فيما احتفل به الخوري شهوان وعاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري مروان عاقوري والأب ميشال- ماري بركات، بمشاركة المونسنيور عبدو واكد ولفيف من الكهنة والرّهبان، وبحضور عدد من الرّاهبات وفعاليّات وحشد من المؤمنين.

وفي عظته، بعد الإنجيل المقدّس، وبحسب إعلام المطرانيّة، "شكر المطران عبد السّاتر الخوري جورج على تعبه وتضحياته في رعيّة السّيّدة الّتي ارتبط اسمها باسمه هو الّذي خدمها لأربعين سنة تقريبًا، وشكره على محبّته وصبره وعلى إصغائه ومرافقته للضّعيف وللمتألّم، للمحزون وللبائس مع ما يتطلّبه كلّ ذلك من محبّة للآخر ومن إيمان ثابت بالرّبّ يسوع". وأكدّ للمحتفى به بأنّه "سيبقى في قلب وصلاة كلِّ من خدمهم من دون تردّد وبأمانة".

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للخوري جورج قال فيها: "تعظّم نفسي الرّبّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنّه نظر إلى تواضع أمته فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأنّ القدير صنع بي عظائم.  

في أحد وجود الرّبّ في الهيكل يسوع تسجّل في سجّلات البشر حتّى يسجّلنا في سجّلات السّماء لأنّ الكلمة المتجسّد هو هبة من الله هو بهجة البيت هو فرحة الدّنيا.

فيسوع الكلمة المتجسّد كان خاضعًا لمريم ويوسف، كان خالقًا جوًّا من السّعادة لفرح الحياة العائليّة.

يسوع صار جسدًا وحلّ بيننا لكي يفتدي البشريّة. ولد حتّى يموت فداء عن البشريّة، حتّى تولد البشريّة الجديدة وشبّه موته وقيامته بحبّة القمح.

من موته ولدت البشريّة الجديدة، ولدت الكنيسة والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، وقد رأينا مجده مجد ابن وحيد آتٍ من الآب. نزل على الأرض وأخذ إنسانيّتنا الضّعيفة ليعطينا ألوهيّته القويّة لأنّه يحبّنا ولا يقبل بأنّ الإنسان يصل إلى الفناء بل أن يكون مع المسيح عن يمين الله الآب.

ما هذه العظمة؟ ما هذا الإهتمام؟ ما الإنسان حتّى تذكره وابن الإنسان حتّى تفتقده وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبالمجد والكرامة كلّلته وعلى أعمال يديك سلطته وهو يبقى خاضعًا لك لأنّه غرسة يمين الرّبّ القدير يزرع المحبّة والفرح والسّلام أينما حلّ لأنّه بقوّة الله يستطيع كلّ شيء ويرتقي بحياة الرّوح مع بولس الرّسول إلى أن يقول لست أنا الحيّ بل المسيح حيّ فيّ لتصير حياتي مكمّلة لحياة يسوع المسيح الّذي هو حيّ أبد الدّهور وهو يحيا فينا ومحبّته تشملنا وتغمرنا بفيض من حبّه وحنانه.

هذا ما عشناه في سنّ الفيل الرّعيّة الحبيبة المحبّة للمسيح فكانت الأرض الطّيّبة الّتي ماتت فيها حبّة الحنطة وأعطت الثّمر الكثير من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين ملتزمين وكانت مشتل الدّعوات الإكليريكيّة الّتي تفخر بها الكنيسة وذلك من روح طيّبة اهتمت بهذه الدّعوات فعلّمتها وتعلّمنا منها الحبّ الحقيقيّ وخدمة حقيقيّة علّمتنا كيف نبذل ذاتنا بتواضع ومحبّة وامّحاء يجعل المسيح هو الأوّل في حياتنا وحياة الجماعة الّتي تضحّي من أجلها حتّى تكون في قلب الله ويكون الله في قلبها شاهدًا للمحبّة والفرح والسّلام فكانت كلّ الأمور تسير كما يريد المسيح منّا بأن نكون شهودًا للحقيقة الّتي هي يسوع المسيح الّذي قال أنا هو الطّريق والحقّ والحياة. فكان الله يعضدنا فيما نقوم به وكانت نعمة الله تقودنا إلى ما فيه خير الرّعيّة والكنيسة.

فكان مرّة عندما صمّمنا بناء المركز الرّعويّ أن ذهبت وقبل الشّروع في العمل بأن أخذت المياه المقدّسة وأخذت أبارك المكان الّذي نريد البناء فيه بالمياه المقدّسة وكان مارًّا في هذا المكان بعض من النّاس يقولون في أعماقهم، ماذا يصنع هذا الكاهن؟ وبقيت هكذا أسمع كلامهم فأنصتُ إلى صوت الضّمير، صوت الله فيّ فسمعته يهمس لي بأن أكمل هذا العمل فعرفت حينها بأنّ الله وضع يده معنا فلم نعد نخاف من شيء وابتدأ العمل فكانت النّتيجة هذا البناء الجميل الّذي يضمّ الرّعيّة كلّها.

هذا كان ثمرة الاتّفاق في الرّعيّة مع لجنة الوقف وكلّ الفعاليّات والبلديّة وكلّ المخاتير بأن يكون  هذا العمل مبنيًّا على قوّة الله الّذي أعطانا إيّاها لنشهد لمجده ومحبّته وإعلاء شأن الكنيسة في الأرض لتكون أساسًا لملكوته في السّماء.

وإن أنسى لا أنسى ما كنّا نعيشه مع أبناء الرّعيّة من شباب وصغار وكبار من محبّة لا توصف في تحليل الأمور. أمّا المستعصية منها فنتركها لجلسة أخرى بعد أن نجهد أنفسنا في الصّلاة وإكرام القربان المقدّس.

فكانت الأشياء تحلّ بسرعة لأنّ يد الرّبّ كانت معنا وهي تقودنا إلى ما فيه خير الجماعة والكنيسة معًا كما كان يفعل البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، فعندما كانت تستعصي معه الأمور كان يسجد أمام القربان وبعدها يستمدّ النّعمة الّتي تحلّ كلّ شيء.

وبالنّهاية الشّكر لله دائمًا وأبدًا الّذي أعطانا ذاته وأعطانا كلّ النّعم الّتي أنعم بها علينا لكي نكون حسب قلبه في جميع أعمالنا وشهادتنا للمسيح ربّنا لكي تكون شهادتنا نقيّة طاهرة من كلّ عيب حتّى نعيش بمحبّته وخدمته واتّضاعه ونكون شهودًا صادقين لوعوده.

نشكر صاحب السّيادة المطران بولس عبد السّاتر رئيس أساقفة بيروت السّامي احترامه الّذي شرّفنا برعاية هذا الحفل الرّائع وقدّاس الشّكر الجميل فكان الرّاعي الصّالح والأب المثاليّ في أداء خدمته للأبرشيّة الّتي تحبّه مع كهنتها وكلّ شعبها لأنّها ترى فيه الرّاعي الصّالح والمحبّ الغيور على كنيسة الله.

كما أشكر حضرة المونسنيور عبدو واكد والآباء الأجلّاء ورئيس البلديّة ومجلسه الكريم وجميع المخاتير والفعاليّات وجميع أهل سنّ الفيل وجميع أبناء الرّعيّة الّذين هم دائمًا في قلبي وعقلي وتفكيري وصلاتي لكي يكونوا حسب قلب الرّبّ ويعملوا مشيئته في الأرض ويشهدوا له جميع أيّام حياتهم لكي يكونوا أبناء بررة لا عيب فيهم وأن يحملوا كلمته إلى أقاصي الأرض.له المجد إلى الأبد. آمين".  

من جهته، ألقى خادم الرّعيّة الخوري مروان عاقوري كلمة جاء فيها: "بفرح الأبناء تستقبلك رعيّة سنّ الفيل يا أبانا وراعينا صاحب السّيادة المطران بولس عبد السّاتر، في هذا القدّاس الإلهيّ الّذي نرفع فيه الشّكر لله على خدمة الخوري جورج شهوان الكهنوتيّة في رعيّة سنّ الفيل المحبّة للمسيح.

ما حضورك اليوم بيننا يا سيّدنا، إلّا علامة لمحبّتك وعنايتك ورعايتك للكهنة ولشعب الله على مثال الرّاعي الأوّل يسوع المسيح الّذي يبذل ذاته من أجل قداسة رعيّته.

ونحن كهنةً وخدّامًا وبنات وأبناء هذه الرّعيّة، نرفع الصّلوات معك يا صاحب السّيادة شاكرين الله على سنوات خدمة الخوري جورج الكهنوتيّة لبنات وأبناء هذه الرّعيّة، وها الرّعيّة الّتي أحبّها وأحبّته مجتمعة معه في هذه الافخارستيّا بشيبها وشبابها، بفعاليّاتها وجماعاتها ولجانها ترفع صلاتها أيضًا من أجلك يا صاحب السّيادة سيّدنا شاكرين لك أبوّتك ومحبّتك ورعايتك لرعيّتنا بقلبٍ أبويّ".

وبعد القدّاس الّذي خدمته جوقة الرّعيّة، التقى الخوري جورج شهوان أبناء الرّعيّة في صالون الكنيسة محاطًا بالمطران عبد السّاتر والكهنة وعائلته.