لبنان
22 كانون الثاني 2024, 12:15

عبد السّاتر: بداية للوحدة بين الكنائس تكمن بمعرفة بعضنا البعض بالعمق ولو تطلّب الأمر جهدًا

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما شدّد عليه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر في قدّاس افتتاح أسبوع الصّلام من أجل وحدة المسيحيّين ترأّسه في دير سيّدة الوحدة لراهبات الكلاريس في اليرزة، بمعاونة ومشاركة المونسنيور نعمة الله شمعون، والنّائب الأسقفيّ لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح، والمتقدّم بين الكهنة في قطاع بعبدا والوسط الخوري بيار الشّمالي، والمتقدّمين بين الكهنة في عدد من القطاعات الخوري عصام ابراهيم والخوري خليل شلفون والخوري فادي صادر، ولفيف من كهنة الرّعايا المجاورة، وبحضور رئيسة الدّير الأمّ ستيلا ماري والرّاهبات، وحشد من أبناء الرّعايا.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:

"عندما أتيت منذ أسبوع إلى الدّير للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ لراحة نفس الأمّ جان- دارك، لاحظت أنّ أخواتنا الراهبات كنّ يقمن بجهد لافت ليصلّين معنا بعض الصّلوات باللّغة العربيّة ولو كانت مكتوبة بأحرف أجنبيّة. وكلّما التقيت بهنّ وتحدّثنا عن لبنان وعن الطّقس المارونيّ أرى على وجوههنّ الاندهاش والفرح.  

وهنا تكمن البداية للوحدة بين الكنائس، بمعرفة بعضنا البعض بالعمق ولو تطلّب الأمر جهدًا.

يقول المثل: "الإنسان عدوّ ما يجهل"، ونرى مشاكل وصعوبات بين النّاس من مختلف الكنائس في لبنان والعالم بسبب عدم القيام بأيّ جهد لنتعرّف على بعضنا ونتعلّم لغة بعضنا البعض.  

من الضّروريّ أن نعاود القيام بهذا الجهد وأن نصلّي مع بعضنا من مختلف الكنائس، وأن نقدّر الكنز الرّوحيّ الموجود عند الآخر وأن نفرح بغناه وتاريخه وتقاليده ومعرفته، وأن نعيش معه اختبارات روحيّة مليئة بالمحبّة والفرح، وهكذا تكون الوحدة أسهل بكثير.

نصلّي ونستمرّ في الصّلاة كفعل إيمان بالرّبّ يسوع الّذي يسمع صلاتنا والقادر على تغيير القلوب، وكفعل رجاء أيضًا بأنّ الوحدة ستتحقّق حتمًا لأنّها إرادة الرّبّ. نصلّي ونستمرّ في الصّلاة كفعل محبّة للكنيسة ولبعضنا البعض لنكون إخوة وأخوات حقيقيّين وحقيقيّات.

الوحدة بين الكنائس تتطلّب منّا أن نتحلّى بالتّواضع، وأن نتخلّى عن الأفكار والأحكام المسبقة، وأن نحبّ الآخر وأن نقبل ضعفه، وأن نعي أنّ ما يوحّدنا هو محبّتنا ليسوع قبل كلّ شيء.

وللرّاهبات في هذا الدّير أقول: "أشكركنّ على دعوتكنّ لنا لنحتفل معكنّ بافتتاح أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، وعلى حضوركنّ في لبنان واتّخاذكنّ الكنيسة المارونيّة جماعة تتقدّسنَ فيها، أنتنّ الّلواتي تركتنّ بلادكنّ وتقاليدكنّ وأتيتنّ حاملات كلّ المحبّة في قلوبكنّ لتكنّ شاهدات على جمال التّنوّع بين البشر وعلى الوحدة بين المسيحيّين في كلّ أنحاء العالم. أتيتنّ من مختلف البلدان الأفريقيّة والأوروبيّة والآسيويّة إلى بلدنا لتصلّين معنا ومن أجلنا ولتحببننا. أشكركنّ وأطلب منكنّ أن لا تتوقّفنَ عن الصّلاة من أجلنا ومن أجل السّلام في بلدنا وفي المنطقة ومن أجل الوحدة بين المسيحيّين".  

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للمونسنيور أبي صالح قال فيها: "لقد كلّفتني الأمّ الرّئيسة والرّاهبات أن أتقدّم من سيادتكم بالامتنان والشّكر على روحكم الأبويّة، أنتم الّذين تقصدون هذا الدّير من أجل زيارة الرّاهبات والإصغاء إليهنّ ومرافقتكم الرّوحيّة لهنّ من خلال صلاتكم الدّائمة وإرسال الكهنة للقيام بالخدمة الرّوحيّة للدّير وزائريه ودعمكم على الأصعدة كافّة. وهي فرصة لأشكر باسمكم وباسمهنّ أيضًا كلّ الكهنة والرّاهبات وبنات وأبناء الرّعايا الّذين اشتركوا في هذا القدّاس، وقد أغنيتمونا جميعًا، يا صاحب السّيادة، بتأمّلكم الرّوحيّ الّذي جسّدتم فيه أسُس الوحدة من روح تقبّلِ الآخر والانفتاح وعيش المحبّة وتجسيد التّواضع بقوّة الاندهاش والفرح".

وبعد القدّاس، التقى المطران عبد السّاتر الرّاهبات والمؤمنين في صالون الدّير.