عبد السّاتر: المستشفى هو أيضًا مكان للحياة أوّلًا ومكان حبّ
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها: "أشكر أوّلًا إدارة المستشفى على دعوتها لي للاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة والصّلاة من أجل المرضى في اليوم العالميّ للمريض.
هذا المكان مقدّس لأنّ فيه الكثير من الأشخاص الّذين يتحمّلون الألم بالرّجاء والإيمان.
إنّه لشرف لي أن أكون في هذا المكان المقدّس الّذي فيه العديد من القدّيسين والقدّيسات الذين يمجّدون الرّبّ بإيمانهم في وقت المحنة والصّعوبة.
وأشكر ثانيًا إدارة المستشفى الّتي طلبت منّي ان أصلّي معكم اليوم، أنتم الأطبّاء والممرّضين والممرّضات والهيئة الإداريّة، أنتم الّذين تحملون أوجاع إخوتكم وأخواتكم المرضى، وتحاولون أن تحرّروهم منها لينعموا بحياة أفضل، بتضحياتكم وخبرتكم والنِّعَم الّتي أغدقها الله عليكم.
قليلة هي المرّات الّتي نمرّ فيها بالقرب من مستشفى ونرسم إشارة الصّليب على وجوهنا، كما كان يفعل أجدادنا وأهلنا حين يمرّون بالقرب من مزار أو كنيسة. فالمستشفى هو أيضًا مكان للحياة أوّلًا ومكان حبّ. ففيها يسخّر الأطبّاء كلّ طاقاتهم وقدراتهم من أجل إعطاء الحياة بنعمة الله، وفيها يتحرّك العاملون لخدمة المرضى والاعتناء بهم مدفوعين من المحبّة.
إخوتي وأخواتي، دوركم الأوّل هو في أن تتشبّهوا بيسوع المسيح الّذي "حمل أوجاعنا وأسقامنا..."، فتحملون أوجاع وأسقام المرضى الّذين تعتنون بهم. الله يرى محبّتكم وحضوركم بالقرب من مرضاكم قبل إنجازاتكم الطّبّيّة على الرّغم من أهميّتها.
أشكركم من قلبي على تضحياتكم وعلى إصراركم على أن تكونوا رسل محبّة على الرّغم من الصّعوبات والتّحدّيات الّتي تعيشونها يوميًّا إن في حياتكم الشّخصيّة أو العمليّة. إنّكم علامات على حضور الله ومحبّته في حياة كلّ إنسان مريض."