متفرّقات
16 نيسان 2024, 12:00

عام على الحرب في السودان، 18 مليون نسمة يواجهون الجوع

تيلي لوميار/ نورسات
لوحةٌ مأساويّة تقدّمها السودان من جديد، وهي ترسمها منذ سنة: اثنا عشر شهرًا على قتالٍ عنيف حصد حيواتٍ كثيرةٍ جدًّا وأدّى إلى نزوح آلاف الأشخاص إلى خارج البلاد وإلى مناطق أكثر أمنًا في داخلها، مجاعةٌ تطرق الأبواب علّها تستبدّ بالخلق، مأساةٌ إنسانيّةٌ مستمرّة.

تناولت "أخبار الفاتيكان" هذا الموضوع. ففي الخامس عشر من نيسان (أبريل) 2023، اندلعت الحرب في السودان فخلّفت الموت والدمار ومحصّلة مدمّرة من عمليّات الاغتصاب والقتل والجوع القاتل. 

مستوى المأساة كارثيّ: خسارة ما لا يقلّ عن خمسة عشر ألفَ حياة، نزوح حوالى ثمانية مليون إنسان، اعتماد خمسةٍ وعشرين مليون آخرين على المساعدات الإنسانيّة للبقاء في الحياة. في البلد شمال – شرق إفريقيا، الجثث في الشوارع والأزمة تزحف وتتفاقم وتمويل المنظّمات غير الحكوميّة يتضاءل، كما آمال المواطنين.

اندلع القتال بين الجيش السودانيّ وقوّات الدعم السريع شبه العسكريّة في العاصمة الخرطوم وامتدّ أبعد بكثيرٍ عنها.

اليوم، يواجه 18 مليونَ نسمة الجوع لا سيّما وأنّ الظروف المعيشيّة في السودان كانت قاسية وغير عادلة بسبب عدم الاستقرار الاقتصاديّ والعنف العرقيّ، حتّى قبل الحرب. وعلى الرغم من توفّر الإمدادات الإنسانيّة، إلّا أنّ إيصالها إلى المحتاجين لا يزال يمثّل تحديًّا هائلا، وتواجه المنظّمات غير الحكوميّة ومنظّمات الإغاثة النهب والعقبات البيروقراطيّة والصراعات الشديدة في مجال الاتّصالات.

وكما هي الحال عمومًا، إلّم يكن دائمًا، فإنّ النساء، والأطفال، والنازحين، هم من يحملون وطأة المعاناة. 

في مواجهة التجاهل المستمرّ للقانون الإنسانيّ الدوليّ، شدّدت هيومن رايتس ووتش على ضرورة وجود آليّة مراقبة لمحاسبة الفصائل المتحاربة. والمستجدّ الأخير في هذه الحرب التي سُمِّيت في أكثر من مرّة الحربَ المنسيّة، أنّ زعماء العالم يجتمعون في باريس لمحاولة معالجة الأزمة ما يسلّط الضوء على الحاجة إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة.  ووسط اللامبالاة الواسعة النطاق، تلفت الذكرى السنويّة الأولى للصراع الانتباه، إلى الكارثة الإنسانيّة المستمرّة.

يشارك أعضاء من المجتمع المدنيّ السودانيّ والمنظّمات غير الحكوميّة المحليّة في اجتماع باريس، في غياب تمثيل للجيش السودانيّ أو لقوّات الدعم السريع.