عائلة من أجل المسيح تحتفل بعيدها الثّالث
قبل أيّام احتفلنا بعيد الجسد الإلهيّ وكلّنا تباركنا بوجود يسوع بيننا ومعنا، والصّلاة التي نصليها قبل بركة القربان المقدّس تلخّص إيماننا بسرّ الإفخارستيّا. فأعجب العجائب كلِّها هي أن يُرى الإله بجسد. وأعجب من ذلك كثيرًا أن يُشاهد على الصّليب مُعلّقًا. أمّا مجموع العجائب كافةً فهو وجوده الفائق الإدراك تحت الأعراض السّرّيّة. صنعت بهذا السّرّ ذكرًا لعجائبك كلّها". ولنا في لقاء يسوع مع تلميذي عمّاوس شرحًا كافيًا لهذا السّرّ العظيم (لوقا 24). المسيرة من بلدة عمّاوس على أورشليم بحدود 10 كم، دنا يسوع إليهما وحُجبت أعينهما عن معرفته وكانا يتحدّثان عن الذي حصل في أورشليم. عرفاه عند كسر الخبز. وضع لوقا هذا الحدث وكأنّه يحتفل بالقدّاس الإلهيّ. لقاؤهما يسوع (مدخل القدّاس)، حوارهما معه حتى صار قلبهما متّقدًا (كلام يسوع في القراءات وشرحه في العظة)، كسر الخبز (تقديس الخبز والخمر والتّناول)، بعد ذلك عادا إلى أورشليم يبشّران بقيامته (الكاهن يرسلنا في نهاية القدّاس للتّبشير به، "إذهبوا بسلام.
عائلة من أجل المسيح التي جمعتنا اليوم في هذا القدّاس الإلهيّ، هي خليّة روحيّة نشأت في الأبرشيّة لتجسّد محبّة يسوع في مجتمعنا، إنّها جماعة إيمان مثل كلّ عائلة مسيحيّة مؤمنة تبدأ مسيرتها يوم تسمع كلمة الله من فم الكنيسة، ومِثْلَ الكنيسة تصغي إليه وهو يدعوها إلى أن تكون بدورها مدرسة إيمان، وهذا يعني بشكل عمليّ:
- أن تشكر الله على نعمة الحياة التي أعطيت لها بفضل محبّة إلهيّة مجانيّة
- إنّها تنعم برعاية الله في كافّة مراحل حياتها،
وبقدر ما تكون انطلاقة الحياة الزّوجيّة على هذا المستوى من الوعي لسّرّ حضور الله وعمله في حياة العائلة، تصبح الحياة الزّوجيّة كلّها مسيرة إيمان، يمكن للعائلة من خلالها أن ترى كلّ شيء وأن تقرأ الأحداث على ضوء هذا الاختبار الإيمانيّ، فتتحوّل شيئًا فشيئًا إلى مدرسة إيمان ينشأ فيها الأولاد، ونور الرّبّ يلوح باستمرار في أفق حياتهما، أقوى من كلّ غيوم الحياة وأعاصيرها.
يمكن أن نلخّص المطلوب من العائلة بما يلي:
- أن تكون فعلاً شركة أشخاص، لكلّ منهم مكانته واحترامه فيها، ودوره في بنائها، أطفلاً كان أم شابًّا، كهلاً أم عجوزًا، متعافيًا أم مريضًا، صحيح البنية أم معافًا.
- أن تصبح على مثال الكنيسة، أمًّا ومعلَمة، تربّي على القيم السّامية، على روح الصّدق والغفران، على روح الخدمة بفرح، على القيام بالواجب بتفانٍ وإخلاص.
إنّ الرّوح القدس يعمل بالعائلة ومن خلال العائلة، فيقود أفرادها إلى الطّريق والحقّ والحياة، باتّباع تعاليم الكنيسة فيما يتعلّق بالإيمان والأخلاق من خلال الطّاعة للسّلطة الكنسيّة التي تتمثّل بالمطران."
وبعد القدّاس أقيم لقاء بعنوان "الزّواج شراكة في السّرّاء والضّرّاء" تحدّث فيه الأب الدّكتور في اللّاهوت الأخلاقيّ العائليّ جرمانوس جرمانوس ومؤسّس جامعة الرّوح القدس للعائلات الخوري جوزف ضو، وإدارت اللّقاء الإعلاميّة تانيا اسطفان.