طلب منها يسوع الاحتفال بعيد قلبه الأقدس، من هي؟
إنّها راهبة فرنسيّة تراءى لها يسوع وأظهر لها قلبه معبّرًا عن حزنه لنكران النّاس له، فطلب منها الاحتفال بعيد قلبه الأقدس يوم الجمعة الّذي يلي عيد القربان بأسبوع اعتبارًا من العام 168.
إنّها مارغريت ماري ألاكوك (1647- 1690) من راهبات الزّيارة، تخلّت عن كلّ شيء منذ لحظة إعلان نذورها، فكتبت يومها بدمها: "كلّ شيء من الله ولا شيء منّي، كلّ شيء لله ولا شيء لي، كلّ شيء من أجل الله ولا شيء من أجلي".
ظهر لها يسوع مرّات عديدة، وإنّما أبرزها كان حين أراها مرّة قلبه محاطًا بلهيب وفوقه علامة الصّليب، وناداها قائلاً: "ها هو قلبي الّذي أحبّ البشر حتّى تفانى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور". وفي مرّة ثانية، تراءى لها وجروحاته الخمس ظاهرة معلنًا لها عن حبّه اللّامتناهي للبشر محمّلاً إيّاها مسؤوليّة: "خفّفي أنت على الأقلّ من آلامي بالتّعويض عن خيانات البشر بقدر ما تستطيعين".
مقابل تكريم قلبه الأقدس، وعد يسوع المتعبّدين له بأن: يمنحهم جميع النّعم اللّازمة لحالتهم، ويلقي السّلام في بيوتهم، ويعزّيهم في جميع أحزانهم، ويكون ملجأهم الأمين في حياتهم وبخاصّة في مماتهم، ويسكب بركات وافرة على جميع مشاريعهم، ويجد الخطأة في قلبه ينبوع الرّحمة الغزيرة، وينفح حرارة في النّفوس الفاترة، وترتقي الأنفس الحارّة سريعًا إلى قمّة الكمال، ويبارك البيوت الّتي تكرّم صورته، ويمنح الإكليروس موهبة يليّنون بها القلوب الأشدّ صلابة، وأنّ من يعمل على نشر هذه العبادة سيكون اسمه مكتوبًا في قلبه على ألّا يُمحى أبدًا.
يسوع الّذي عدّد للقدّيسة مجموعة الوعود هذه أضاف وعدًا كبيرًا، فقال: "إنّني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأنّ حبي القادر على كلّ شيء سيعطي، جميع الّذين يتقدّمون من سرّ الإفخارستيّا في أوّل جمعة من كلّ شهر طيلة تسعة أشهر متتالية، نعمة الثّبات الأخير. فإنّهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدّسة، ويكون قلبي ملجأً أمينًا في تلك السّاعة الأخيرة".
كلّ تلك الوعود دوّنتها القدّيسة مارغريت ماري وسعت إلى نشرها حتّى معانقتها قلب يسوع في ت1/ أكتوبر من العام 1690.