أستراليا
10 آذار 2025, 12:50

طربيه في اليوم العالميّ للمرأة: النّساء كنّ ولا يزلن في صلب خطّة الله

تيلي لوميار/ نورسات
في اليوم العالميّ للمرأة، ترأّس راعي الأبرشيّة المارونيّة في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان- شربل طربيه القدّاس الاحتفاليّ الّذي دعت إليه جمعيّة سيّدات رعيّة سيّدة لبنان في كاتدرائيّة سيّدة لبنان- هاريس بارك، عاونه فيه رئيس كهنة الكاتدرائيّة الأب داني نوح وعدد من الكهنة، بحضور فعاليّات وعدد كبير من السّيّدات من الرّعايا المارونيّة في سيدني.

في عظته، أكّد طربيه على التزام الكنيسة بتعزيز دور المرأة، وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "تذكّرنا هذه الرّسالة بأنّ الهبات الفريدة للمرأة، مثل حكمتها وتعاطفها وقوّتها ورقّتها، ضروريّة لازدهار العائلات والمجتمعات.

لا بدّ أن نقرّ بالحاجة اليوم إلى زيادة وتيرة العمل، وهو الموضوع الّذي تمّ اختياره ليوم المرأة العالميّ لعام 2025. فمبادئ المساواة والكرامة وحقوق المرأة والأهداف المتعلّقة بها لا يجب أن تبقى حبرًا على ورق، بل يجب إنجازها من خلال خطوات عمليّة تؤدّي إلى نتائج ملموسة. ولذلك علينا أن نعمل بجدّيّة وثبات ليصبح العالم مكانًا تستطيع فيه كلّ امرأة وشابّة أن تحقّق النّجاح والازدهار.

لقد تمّ اختيار قصّة مريم المجدليّة عند القبر الفارغ من الإنجيل المقدّس لهذا القدّاس الاحتفاليّ، وذلك للأهمّيّة اللّاهوتيّة الكبيرة لهذه القصّة. ولا تقتصر الأهمّيّة على إعلان مريم المجدليّة عن قيامة المسيح، وهو الحدث الّذي يشكّل جوهر إيماننا، بل أيضًا لأنّها تسلّط الضّوء على دور المرأة في رسالة الكنيسة. إنّ خطّة الله الخلاصيّة لا تستبعد النّساء، بل ترفعهنّ كأشخاص مركزيّين في تاريخ الخلاص. ويخبرنا يوحنّا الإنجيليّ أنّ مريم المجدليّة كانت أوّل من اكتشف القبر الفارغ، في سعيها الشّجاع للرّبّ، بينما كان التّلاميذ يختبئون خوفًا. وفي عالم كانت فيه شهادة النّساء مهمّشة إلى حدّ بعيد، اختار المسيح امرأة لتكون أوّل شاهدة على أعظم حدث في التّاريخ، وهو قيامته. وفي ذلك دلالة على أنّ المسيح يرى كلّ امرأة، ويدعوها، ويكرّمها باسمها.

مريم، أمّ الله، الّتي غيّرت بقولها "نَعَم" لإرادة الله، مسار التّاريخ، إلى السّامريّة عند البئر، الّتي أصبحت مبشّرة، إلى مريم المجدليّة، أوّل شاهدة على القيامة، إلى عدد لا يحصى من القدّيسات والشّهيدات والمدافعات عن الإيمان، إلى النّساء الرّاهبات، والمعلّمات، والأمّهات، والعاملات، والقائدات اللّواتي يشكّلن عالمنا اليوم. النّساء كنّ ولا يزلن في صلب خطّة الله، يقمن بأدوار جريئة وتبشيريّة وأساسيّة في الكنيسة وفي المجتمع. إنّ عالمنا أصبح أفضل وأكثر إشراقًا ولطفًا بوجودكنّ.

لا ينبغي أن يتوقّف الاعتراف بالمرأة عند الكلمات فقط بل يجب أن يقوم الجميع بالعمل معًا لضمان دعم النّساء في كلّ الأدوار، بما في ذلك في الكنيسة حيث يجب احترام المرأة وعدم التّغاضي عن دورها ومساهماتها إلى جانب منحها الفرص لتكون في مواقع قياديّة وتشارك في الخدمة".  

وإختتم طربيه عظته متوجّهًا بالشّكر إلى كلّ السّيّدات الحاضرات، وقال: "نحن شهود على ما تقمن به، ونكرّمكن، ونشكركن. أنتنّ تحملن النّور إلى كنيستنا، والدّفء إلى منازلنا، والأمل إلى عالمنا. بعبقريّتكن الأنثويّة، أنتنّ حقًّا حجّاج أمل. إنّ وجودكنّ وتضحياتكنّ وحبّكنّ يشكّل حياة ومستقبل لكلّ من حولكنّ بطرق لا يمكن قياسها."