ضاهر: إنّ موت العذراء هو علامة رجاء
وألقى ضاهر عظة جاء فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "في ولادتك حفظت البتوليّة وفي رقادك ما تركت العالم يا والدة الإله فإنّك انتقلت إلى الحياة بما أنّك أم الحياة، وبشفاعاتك تنقذين من الموت نفوسنا. أتينا اليوم جميعًا، في عيد انتقال السّيّدة العذراء بالنّفس والجسد إلى السّماء، لنكرّم والدة الإله العذراء مريم، نصلّي معًا، ونمجّد معًا الأمّ السّماويّة، ونكّرم معًا الأمومة الشّاملة في هذه السّيّدة العذراء. فمن هنا ننظر إلى هذه الأمّ، فإذا هي ملكة السلام، ملكة مغادرة، تحمي بلدتنا والمنطقة، وتحمي لبنان. ننظر إليها، فإذا هي أمّ تعطف على بؤسنا وشقائنا، وتشدّد عزائمنا في الضّعف والمصاعب، ننظر إليها في الشّدائد والمضايق، فإذا هي سفينة مستجابة تمدّ يد المساعدة والانتصار. ننظر إليها في حقارتنا وابتعادنا عن الله، فإذا هي وسيلة خلاص وسلام بين الله والنّاس. ننظر إليها في فقرنا الرّوحيّ وفي عقم نفوسنا، فإذا هي كنز للنّعم لا ينضب. ننظر إليها في مجاهل هذه الحياة وظلماتها الكثيفة، فإذا هي نور يهدي خطانا ويقوّم سبلنا. ننظر إليها في مخاوفنا واضطراب قلوبنا، فإذا هي رجاؤنا وخلاصنا. ننظر إليها ونحن في هذه الضّائقة الاقتصاديّة الخانقة، نئنّ من غلاء الغذاء والكساء والدّواء، فإذا هي المعزيّة والمساعدة على الصّبر والاحتمال، لأنّها مصدر كلّ خير وبركة ونعمة.
ماذا نتعلّم اليوم من انتقال العذراء مريم؟ إنّ موت العذراء هو علامة رجاء، وما انتقالها بالنّفس والجسد إلى السّماء، إلّا ثمرة قيامة المسيح المتتصر على الموت، فنحن نرى في انتقال أمّنا العذراء آية خلاصنا. فالمسيح جربنا من آخر عدوّ لنا، أيّ الموت، ولذا كانت أمّه مريم أوّل من ينعم بهذا الخلاص، فجاء موتها خلاصًا وسلامًا ورقادًا. نتعلّم أيضًا من رقاد مريم العذراء حقيقة الموت. فهو بالنّسبة للمسيحيّ عبور من هذا العالم الزّائل، عالم الألم والموت والأهواء إلى عالم النّور والحقّ والجمال، إلى الملكوت السّماويّ. أمّا إلى الأمّ السّماويّة، العذراء مريم الفائقة القداسة، سيّدة وشفيعة هذا البيت المقدّس، فأرفع إليها يدًا ضائعة وقلبًا مبتهلًا من أجل أن يحفظ إبنها، الرّبّ يسوع راعي الرّعاة، قداسة البابا فرنسيس وجميع البطاركة والأساقفة وجميع رعاتنا الرّوحيّين والمدنيّين، وأولياء أمرنا في لبنان وجميع أبناء هذه البلدة المباركة.
وطننا الحبيب لبنان يمرّ حاليًّا بأزمة، بل بأزمات، وعلى أكثر من صعيد، وهو وبكلّ الألم والحزن على فوهة بركان، وخلاصه أعجوبة، فنرجو الله تبارك وتعالى، بشفاعة والدة الإله أن يحقق لنا هذه الأعجوبة".