دينيّة
06 تموز 2024, 07:00

صيّادون بِكَ ولَكَ

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب أثناسيوس شهوان

 

دعا الرب يسوع المسيح تلاميذه ليكونوا صيادين في ملكوته. فقد نقلهم من بحر العالم الهائج إلى بحر السموات الهادىء لينقلوا بدورهم الناس إلى السموات. نقلهم من صيد فان إلى صيد باق، من صيد أرضي إلى صيد ملكوتي.

صيد الرب وفير ويمزّق شباك الخطيئة ويملأ نفوسنا نعمًا وبركات. بالمقابل هناك مشروطية جازمة، كانت تتعلق بالتلاميذ وبالتالي تتعلّق بكل واحد منّا. نعم كل واحد منّا مدعو إلى أن يكون صيّادًا للإنجيل كلمة الحياة.  

هذا لا يتم إن لم يسمح المرء أوّلًا أن يصطاده المسيح لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

ثانيًّا، صيادو المسيح يصطادون للرب وليس لأنفسهم، وهذا تمامًا معنى أن نكون "وراء المسيح". هذا أيضًا لا يتم إن لم نمتلىء من المسيح ولا نتمسّك بشيء خاصة ذواتنا. القديس مكسيموس المعترف يقول: "ليس المهم أن تعمل، المهم لمن تعمل". وهنا يجب على كل واحد منّا أن يطرح السؤال على ذاته: إلى ماذا أسعى؟ ما هو هدفي الحقيقي في السير مع الرب؟ هل أسعى لمنصب ما أو مكسب ما أو هل أسعى لتحقيق ذاتي خارج المسيح باسم المسيح أم أسعى لتحقيق المسيح فيّ؟.

القدّيس يوحنّا المعمدان قالها علانيّة: "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ." (يوحنا 3: 30). أي أن يزيد المسيح ويكون الكل في الكل لأنّه أصلًا الضابط الكل. أن ينقص المعمدان لا يعني انتقاصًا له بل على العكس تمامًا غنىً، لأن المسيح نور من نور والنور ينمّي الآخر ويرفعه إلى العلى.

أمًا الأمر الثالث، الصيد الذي يريدنا الرب أن نقدّمه للآخرين هو بشارة الحياة الآبديّة التي نبدأها من هنا. إنّها بشارة الملكوت التي افتتحها الرب ودعانا أن نتبع خطاه، وهو معنا لا يتركنا ويؤازرنا بآيات لا توصف.

يتنهي مقطع إنجيل هذا الاحد كالتالي: "وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب." (متى 23:4).  

كلنّا ضعفاء ومرضى وبحاجة لشفاء النفس قبل الجسد.

تعال يا رب "ماراناثا" وأسكن في مجمع قلوبنا ونفوسنا وكل كياننا، واصطدنا في شباك محبتّك اللامتناهيّة فنكون صيادين أوفياء لك وامناء على كلمتك المحيية ونصطاد الآخرين بك ولك.

إلى الرب نطلب.