صلاة من أجل لبنان: المطران إبراهيم
أيّها الربّ يسوع المسيح، يا مَن تجسّدتَ في مغارةِ بيتَ لحم، فأنرتَ ظلمة العالم، في هذا الزمان الذي تشتدّ فيه العتمة على وطننا لبنان، نأتي إليك بخشوع، نتضرّع إليك أن تُشرق نورك في قلب كلّ إنسان، وتجعلَ من ولادة لبنان الجديد معجزةً ميلاديّةً حقيقيّة وهديّة لنا في هذا العيد المجيد.
يا طفل المغارة، كما أتيتَ لتغيّر وجه التاريخ وتقيم عهدًا جديدًا من المحبّة والعدالة، نسألك أن تولد من جديد في قلوبنا وفي مدينتنا زحلة وقلوب من يخدمونها ويحبّونها، وأن تلدَ للبنان رئيسًا قويًّا، حاملًا هموم شعبه، يكون رمزًا للنزاهة والعدالة والشجاعة، رئيسًا لا يهاب الحقّ، ولا يساوم على كرامة الوطن، رئيسًا يتّكئ على مخافة الله، ويسعى إلى خدمة الجميع من دون تفرقة، رئيسًا يعمل على بناء وطنٍ لا مكان فيه للفساد أو الظلم. رئيسًا يخلّصنا من إفرازات زمن الوصاية والطغيان.
يا مريم العذراء، يا سيّدة زحلة والبقاع، احملي دعاءنا هذا كما حملتِ يسوع في أحشائك، ونوّري درب هذا الوطن الجريح، حتّى يقوم من رماده وقهره، وطنًا يسوده السلام، ويعيش فيه أبناؤه بكرامة ووئام.
إجعل يا ربّ من هذا الميلاد، ميلادًا للوحدة والرجاء، ليبزُغ في سمائنا فجرٌ جديد، ويعودَ لبنانُ كما أراده القدّيسون والأنبياء: وقفاً لله، أرضًا للحرّيّة والإيمان، وأيقونةً للشرق. آمين.