لبنان
11 كانون الأول 2019, 08:50

صلاة مشتركة للطّوائف الأرمنيّة على نيّة السّلام في لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
رفعت الطّوائف الأرمنيّة في لبنان نواياها إلى الله من أجل أن يعمّ السّلام في لبنان، وذلك خلال صلاة مشتركة أقيمت في كنيسة القديس فارطان- برج حمّود، ترأّسها كلّ من مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان ناريك، والمعاون البطريركي لبطريركيّة الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان، ورئيس اللّجنة المركزيّة لاتّحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في الشّرق الأدنى القسّ رافي مصرليان.

وللمناسبة ألقى أسادوريان كلمة قال فيها: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم. بهذه الكلمات المفعمة بالرّجاء المسيحيّ يجيب علينا السّيّد المسيح في كلّ مرّة عندما يحاول الشّكّ أن يسيطر علينا ويحوّل حياتنا إلى ورقة خفيفة تعصف بها رياح الخوف.

فيا ربّ، أنت الّذي تعدنا بالسّلام وتمنحنا إيّاه، نطلب منك اليوم أن يعمّ سلامك كلّ العالم وأن يعمّ خاصّة قلوب مؤمنيك في لبنان الحبيب، الوطن الرّسالة .

المسيح يذكّرنا بأنّ سلامه ليس من هذا العالم، بل هو سلام داخليّ لكلّ إنسان مؤمن وليس مؤقّت بل أبديّ يغمر القلوب الطّيّبة  ليتمكّن الإنسان من العيش برجاء وسط كلّ الصّعوبات الّتي نختبرها .

فعالمنا اليوم مضطرب ومعه أيضًا بلداننا المتعبة وشعوبنا ترزح تحت وطأة الفقر والأحزان المتتالية علينا، فمن يعزّينا ويمنحنا قوّة السّلام غير أمير السّلام؟

فمنذ بداية الحياة وجد البغض للأسف مكانًا في قلوبنا، وتجلّى ذلك مع قايين وهابيل! ولكن هل هنا ساد البغض وانتهى السّلام؟ الجواب لا، فالسّلام لا يعرف نهاية بل بداية مع كلّ حزن نعيشه وألم نختبره. فالجهود الحسنة والمساعي الخيّرة لا تتوقّف ليعمّ الخير وجه الأرض فالسّلام هو ثمرة تعاون إنسانيّ كبير قائم على المسؤوليّة  والشّعور بالآخر. وهو بنفس الوقت تحدّ لنا ما يوجب علينا أن نقبله ونعمل من أجل هذا السّلام، فالسّلام يبدأ من داخلنا بداية وينتهي في سلسلة مترابطة تشكّل مجتمعًا كريمًا لكلّ إرادة خيّرة وحسن.

سلام ذاتيّ: هو سلام نعيشه في قلوبنا عندما نتصالح مع ذواتنا ونرفض التّعنّت والكبرياء الّذي قد يغلبنا ويحوّلنا إلى أفراد تابعين وغير أحرار .

سلام مع الآخر: أيّ مع أخي الإنسان الّذي يشاركني خيرات الأرض ويتقاسم معي هموم الحياة، فيكون العمل المشترك قناعة تامّة بضرورة العمل مع الآخر على أسس المحبّة والأخوّة، وبذلك يتحوّل هذا العمل إلى سلام

سلام مع الخليقة: وهنا يكون هذا السّلام محصّلة لسلامنا مع الآخر، فنحترم كلّ شيء من حولنا على أنّه هبة وعطيّة لنا من الله ونحن اليوم نعيد اكتشاف هذه الهبات ونسخّرها في أعمالنا باعتبارها وسائل وخيرات تضمن لنا مع الآخر حياة كريمة ينعم بها كلّ فرد .

فيا ربّ ساعدنا اليوم لنكون بالفعل رسل سلامك في هذا العالم .

ساعدنا واغمر قلوبنا بسلامك الّذي وعدتنا به، أزل من قلوبنا كلّ المخاوف والشّكوك الّتي قد تصيبنا في لحظات الحزن والألم .

كن لنا المعزّي في كلّ مرّة يضعف الأمل لدينا بغد جميل، ازرع في قلوبنا الرّجاء لنتمكّن من مجابهة كلّ الصّعوبات وهموم الحياة .

يا ربّ أنت الّذي ولدت في هذا المشرق لتمنح البشريّة الخلاص، نطلب منك أن تستجيب صلوات مؤمنيك في لبنان المتألّم، وتجعل هذا البلد ينعم من جديد بالسّلام الحقيقيّ.

أنر الدّروب أمام حكّامنا الزّمنيّين والرّوحيّين ليختاروا كلّ ما هو خير لبلادنا .

فمن أجل بلدنا الحبيب لبنان ومعه كلّ بلدان المشرق والعالم، نصلّي إليك يا رب فاستجب وارحم وانشر سلامك فينا وعلى الأرض كلّها، آمين".

بدوره شدّد ناريك على أهمّيّة الصّلاة من أجل السّلام في لبنان، معتبرًا أنّ "لبنان ليس منطقة جغرافيّة بل وطن، ولا يقاس الوطن بالمقاييس، ولكن بالرّوح والتّفاني والتّعلّق والعدالة الاجتماعيّة والتعّايش ولاسيّما بمحبّة الله وبالتّقوى والإنسانيّة"، مؤكّدًا أنّ "سلام المسيح هو هديّة علاقات المحبّة والثّقة الموجودة، رغم كلّ المحن والمصاعب، لنعيش في سلام روحيّ".

أمّا مصرليان فدعا، في زمن العيد، إلى التّحلّي بالإيمان، "فالله معنا ويرى مصاعبنا، مشاكلنا وهمومنا ويدعونا أن نكون أقوياء لمواجهة مصاعب الحياة كأفراد مسيحيّين مؤمنين، والمطالبة بسلام الله لنعيش الحياة بتفاؤل وبمحبّة الله".