علوم
31 آذار 2022, 08:00

صاروخ شارد يصطدم بالقمر

تيلي لوميار/ نورسات
في الرابع من مارس عام 2022، اكتسب سطح القمر فوهة جديدة. إذ ارتطمت قطعة نفايات فضائية بجانبه المظلم، وهي طبقة صاروخ مستنفدة من مهمة انطلقت في عام 2015، وبقيت هائمة في الفضاء الخارجي بسرعة تفوق ثمانية آلاف كيلومتر في الساعة. باحتساب حجم الصاروخ وسرعته فإن من المرجح أنه قد خلف حفرة بعرض يبلغ ما بين 18 إلى 30 مترًا على سطح القمر المليء بالنتوءات أساسًا، وأطلق سحابة هائلة من الغبار والأتربة بارتفاع مئات الأمتار. وقع حادث الاصطدام ضمن "فوهة هيرتزبرنغ" (Hertzsprung) على الجانب المظلم من القمر، لذا لم نتمكن من رصده على كوكب الأرض.

جسم اسطواني بطول 12 مترًا وعرض 3 أمتار، أدرك العلماء بشكل قاطع أن الجسد الهائم في الفضاء هو الطبقة العلوية لصاروخ فضائي، وهي الجزء الذي يدفع الصاروخ لمسافة أبعد في الفضاء بعد الانفصال عن الطبقة السفلية الخاصة بمرحلة الإطلاق. راقب العلماء مسار هذه الخردة، التي أطلق عليها (WE0913A)، منذ عام 2015 حيث رصدها برنامج حاسوب مختص بتمييز المخلفات عن الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا لكوكب الأرض. وبقي السؤال هنا عن هوية الصاروخ الذي انتمت له هذه البقايا.

اعتُقد في بادئ الأمر أنها تعود لصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" الذي حمل القمر الصناعي الخاص بـ"الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي" إلى مداره في الفضاء العميق في شهر فبراير عام 2015، لكن اكتُشف لاحقًا أن بقايا ذلك الصاروخ استقرت في مدار حول الشمس. ولكن بعد المزيد من البحث والتنقيح، استقر العلماء أن الخيار الأقرب للواقع هو صاروخ مهمة "تشانغ إيه5 تي1" الصينية لاستكشاف القمر، إذ تشير الحسابات لمسار الصاروخ حين إطلاقه إلى تناسق مساره مع البقايا المصطدمة بالقمر.

حالة الاصطدام هذه لا تثير مخاوف كبيرة في الوقت الراهن؛ فجارنا القمر لا يقطنه حاليًا سوى بضعة روبوتات، لكن القلق قد يتزايد في المستقبل القريب مع زيادة المهام الاستكشافية والبعثات الخارجية، حيث يمكن للأجسام المنفلتة في الفضاء أن تصطدم بأشياء أكثر أهمية وتتسبب بأضرار جسيمة سواء على سطح القمر أو في مداره. هنا يؤكد علماء الفلك على أهمية استكشاف الفضاء بمسؤولية، عن طريق التخطيط المسبق لمسار النفايات وتتبعها لتجنب حوادث الاصطدام المستقبلية قدر الإمكان.

 

المصدر: National Geographic