لبنان
04 شباط 2020, 14:50

شمّاس إنجيليّ جديد في أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للملكيّين

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد دخول المسيح إلى الهيكل، رُقّي الإيبوذياكون إيلي عبده البلعة إلى رتبّة شمّاس إنجيليّ على مذابح أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، بوضع يد راعي الأبرشيّة المطران عصام درويش، في قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كنيسة القدّيس أندراوس- زحلة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والآباء: طوني رزق، إيلياس ابراهيم، أومير عبيدي، وطوني الفحل. وخدمت القدّاس جوقة الأبرشيّة بقيادة المرنّم الأوّل جورج رياشي، بحضور جمهور من الإلكيروس والعلمانيّين.

بعد الإنجيل، ألقى درويش عظة قال فيها: "أدعوكم لترحّبوا معي بالشّمّاس الجديد إيلي البلعة وتستقبلوه كنعمة من الرّبّ المخلّص وعطيّة من السّماء. زرع الرّبّ في قلبه منذ صغره شوقًا للمذبح، وبدوره أجاب نعم، وصمّم أن يلبّي بحرّيّة نداء الرّبّ، فقدّم ذاته ليكون خادمًا للمسيح وخادمًا لكنيسته. الرّبّ ينادي ويمنحنا النّعمة لنعرف ونميّز كم هي عظيمة قداسة هذه الدّعوة.

يُرسم الكهنة والشّمامسة ليكونوا معاونين للمطران في خدمته الرّعائيّة في الأبرشيّة، وكلمة شمّاس تعني الخادم، ورسامة الشّمّاس في الأبرشيّة تذكّرنا بأنّ الكنيسة تقوم على الخدمة وبأنّ مسؤوليّتنا نحن المطارنة والكهنة تقوم على خدمة الإنسان في الأبرشيّة وفي الرّعيّة.

والخدمة تتطلّب منّا أن نسهر أوّلاً على الكنيسة، والكنيسة هي رعيّة أيّ عائلة المؤمنين، والعائلة بحاجة إلى أب يحمل أولاده بصلاته وفكره وعقله، ويعمل على صيانة الإنسجام بين أفراد هذه العائلة، ويسهر على تقدّمهم وعلى تطوّر إيمانهم.

هذه هي دعوة الكاهن والشّمّاس أن يصونوا العائلة ويقدّموا لها، بالتّعاون مع المطران، الخدمات اللّيتورجيّة والأسرار وما يحتاجون إليه ليعيشوا إيمانهم. إنّهم سياج الكنيسة وحصنها وعليهم أن يسهروا عليها لأنّهم مؤتمنون على شعب الله.

كما أحبّ المسيح الكنيسة، على الكاهن والشّمّاس أن يحبّا الرّعيّة بتنوّع عائلاتها وعقليّاتهم المختلفة، والضّعف الموجود عند كلّ واحد منهم والفروقات الّتي يلاقيها بينهم، وأن يذهبا بحبّهما للرّعيّة حتّى الألم والانسحاق وتحمّل الصّعاب من أجلها ومن أجل كلّ واحد فيها.

على الشّمّاس كما على الكاهن أن يقرن خدمته بفرح وسعادة، وعلى النّاس أن يشعروا أنّ هذا الشّمّاس يعيش سلامًا داخليًّا، فخدمته بهذه الطّريقة تنشر الطّمأنينة بين النّاس وتجذبهم ليكونوا بدورهم خدّامًا للكنيسة. هذا ما فعله يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه ليغسلوا بدورهم أرجل أبناء وبنات رعيّتهم ويكونوا خدّامًا لهم.

أنتم بدوركم أبناء وبنات الرّعيّة مدعوّون أن تخدموا الشّمّاس الّذي يرتسم من أجلكم، وتحبوه وتستقبلوه كفرد من أفراد عائاتكم لأنّ الله هو الّذي يرسله لكم.  

لقد اختار الشّمّاس إيلي أن يرتسم في عيد دخول السّيّد المسيح إلى الهيكل، أراد بذلك أن يقبل يسوع ويستضيفه إلى الأبد، فهو كما أكّد في رياضته الرّوحيّة الّتي سبقت رسامته: "عليّ الاستجابة على عجل، فأنا لا أحتاج إلى شيء سوى رغبة قلبي وسروري الدّائم.  

وعيد الدّخول هو عيد لقاء يسوع مع الإنسان المتعطّش لرؤية الله، وهو يريد من خلال هذا اللّقاء أن يجدّد العهد معنا، عهدًا مبنيًّا على الحبّ والإيمان.

في هذا اللّقاء نشعر أيضًا بالفرح والسّلام، يُظلّلنا نوره السّماويّ، فتتحوّل كلماتنا وصلواتنا مهما كانت بسيطة وفقيرة، إلى شكر وتسبيح  وتمجيد واندهاش، فيغدو الله مكان راحة لنا، يرتاح فينا ونرتاح فيه.

اللّقاء مع يسوع يجعلنا نشعر بأنّنا أحرار لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش حرًّا إلّا إذا حصل على حرّيّته من الله وعاش له ومن أجله.

عندما يحين موعد رسامة الشّمّاس إيلي بعد كلام التّقديس، أطلب منكم أن تعهدوه إلى المسيح، وتقدّموه معي إلى الهيكل، ليبقى أمينًا لدعوته ولينير الرّوح القدس دربه ليكون خادمًا محبًّا وأمينًا للكنيسة".