لبنان
24 تموز 2019, 07:52

شبيبة أبرشيّة البترون المارونيّة وسان إتيان الفرنسيّة "اختاروا الحياة"!

بعد انتهاء أعمال المجمع الأبرشيّ الّذي حثّ في توصياته على "مساعدة الشّبيبة على تمييز دعوتهم وأخذ خيارات حاسمة لتحقيقها"، عقدت لجنة الشّبيبة في أبرشيّة البترون المارونيّة، برعاية أسقفها المطران منير خيرالله، لقاء الشّبيبة الأبرشيّ الثّالث عشر، تحت عنوان "إختر الحياة"، في الدّير الأمّ لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات- عبرين، شارك فيه شبيبة البترون ووفد من شبيبة أبرشيّة سان إتيان الفرنسيّة الّتي يجمعها مشروع توأمة بأبرشيّة البترون منذ 21 سنة.

 

إفتتح اللّقاء بصلاة ترأّسها المطران خيرالله، وقدّمت بعده الأخت ياره متّى من جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات الموضوع بتحليل كتابيّ من العهد القديم والعهد الجديد عن وصيّة الله باختيار الحياة، داعية الشّباب إلى عدم الخوف من إعلان إيمانهم واختيار المسيح.

ثمّ كانت مداخلة لضيف اللّقاء الوزير السّابق دميانوس قطّار الّذي نقل شهادته إلى الشّبيبة، ذاكرًا طريقة عمله خلال تسلّمه وزارة الماليّة فقال: "أدخلت معي الدّستور والإنجيل لكي ألتزم بتطبيق القانون بحسب الدّستور وبعيش القيم المسيحيّة بحسب الإنجيل. وفي نصف ولايتي أخذت نصّ الإرشاد الرّسوليّ "رجاء جديد للبنان" الّذي تركه لنا القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني".

وعرض على الشّبيبة سلّم القيم "الّذي يساعد على إعادة بناء المجتمع اللّبنانيّ والاقتصاد اللّبنانيّ والقائم على سبعة مبادئ: 1- الأخلاقيّات، 2- المناقبيّة، 3- المفهوم الدّيموقراطيّ، 4- العدالة، 5- الثّورة للبحث عن الأفضل وتحدّي السّلطة الحاكمة، 6- الحيويّة والقدرة على العيش معًا، 7- نعمة الصّبر لمحاربة ذهنيّة الاستهلاك"، جازمًا أنّ "لا خيار للحياة إلّا في إطار هذه المبادئ والقيم".
ثمّ توزّع المشاركون على مشاغل أدارها كلّ من: المديرة العامّة للتّعاونيّات غلوريا أبو زيد، والمدير العامّ لشركة A.M.N. International المهندس أنطوني نحّول، والباحثة في الفكر الإسلاميّ والنّاشطة في الحوار المسيحيّ الإسلاميّ الدّكتورة نايله أبي نادر، ورئيس ومؤسس Rethinking Lebanon جهاد الحكيم، وقدّموا خلالها شهادات حياة حول عيشهم القيم المسيحيّة والإنسانيّة في حياتهم العمليّة وفي إدارة الشّأن العامّ.

ثمّ قدّم المطران خيرالله أيقونة شعار المجمع الأبرشيّ للمحاضرين، وانتقل بعدها الجميع إلى كنيسة الدّير حيث ترأّس قدّاسًا إلهيًّا، بمشاركة مرشد لجنة الشّبيبة الخوري بيار طانيوس والأب باتريك فريني، بحضور الرّئيسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات الأخت ماري انطوانيت سعاده.
بعد تلاوة الانجيل المقدّس، ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "أردنا أن يكون لقاؤنا في هذا المكان المقدّس لنستذكر فيه حياة مؤسّس جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات البطريرك الياس الحويّك، البطريرك والأب والقائد والرّجل الوطنيّ الّذي منذ أسبوعين أعادت الكنيسة الجامعة بلسان البابا فرنسيس إعلانه مكرّمًا على طريق القداسة. لقاؤنا اليوم يعيدنا إلى جذورنا الإيمانيّة وإلى الرّسالة الّتي حّملنا إيّاها ربّنا وسيّدنا يسوع المسيح. وما سمعناه اليوم من قراءات من الرّسائل والإنجيل يحمّلنا مسؤوليّة كبرى نحن أبرشيّة البترون، أبرشيّة القداسة والقدّيسين، وخصوصًا الشّبيبة، تمامًا كما كان البطريرك الحويّك يعلّق آمالاً كبيرة على شبيبة الوطن واليوم نحن الكنيسة نضع آمالنا ورجاءنا فيكم أنتم شبيبة الأبرشيّة.
لا تخافوا! وكما قال ضيوفنا بشهادتهم المسيحيّة الملتزمة بالقيم والمبادىء المسيحيّة، أنتم مدعوّون لعيش هذه القيم، تمامًا كما تربّيتم في عائلاتكم المباركة الّتي أعطت قدّيسين من رفقا ونعمة الله والأخ إسطفان والبطريرك الحويّك. جميعهم تربّوا في عائلات مسيحيّة مباركة لذلك تقدّسوا ولبّوا دعوة الله إلى القداسة. وأنتم حاضر ومستقبل الكنيسة والوطن، الوطن الرّسالة الّذي سعى البطريرك الياس الحويّك مع كلّ أبنائه اللّبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، لأن يبني منه دولة لبنان الكبير والوطن الرّسالة الّذي اعترف به البابا يوحنّا بولس الثّاني من جديد أمام شعوب العالم وحكّامها، لبنان هو أكبر من بلد لبنان، أكبر من جغرافيا، لبنان هو الوطن الرّسالة. وهذه المسؤوليّة نحمّلكم إيّاها باسم المسيح وباسم كنيستكم وباسم أبرشيّتكم. وكلّنا ثقة وكلّنا رجاء أنّكم على قدر هذه المسؤوليّة وأنّكم قادرون أن تخترقوا كلّ الأبواب المغلقة في وجهكم وقادرون على مواجهة كلّ التّحدّيات والحواجز الّتي قد يزرعها العدوّ في ليلة الظّلمة، ظلمة هذه الأيّام؛ وأنتم قادرون أن تكونوا النّور لشعبنا وللمسؤولين عنكم وعنّا، وقادرون أن تكونوا رسل سلام، رسل محبّة ومصالحة، رسل رجاء وفرح.
إخوتكم الشّباب والشّابّات ينتظرون منكم كلمة رجاء وفرح وأنتم مدعوّون لأن تعيشوا مسيحيّتكم ورسالتكم للمسيح وباسم المسيح بفرح كبير. أنتم أقوى من الخوف وأقوى من اليأس. لا تستسلموا. وأنا على يقين أنّكم قادرون على إعادة بناء المجتمع والدّولة والوطن على القيم الّتي تجمعنا جميعًا والّتي تعلّمناها من سيّدنا يسوع المسيح وإنجيل المسيح ومن آبائنا وأجدادنا، البطاركة والأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات والنّسّاك والأمّهات والآباء الّذين ضحّوا مجّانًا في سبيل أن نبقى ثابتين بإيماننا وشهادتنا للمسيح وذلك بالمجّانيّة الّتي يطلبها منّا المسيح؛ لا تأخذوا معكم شيئًا في الطّريق، بل احملوا فقط رسالة المسيح والرّوح القدس يرشدكم على الطّريق ولا تنظروا إلى الوراء. يقول لكم المسيح: مجّانًا أخذتم ومجّانًا أعطوا. أنا معكم وأقود خطاكم والرّوح يلهمكم إلى كلّ ما تتكلّمون به شهادة للعالم أنّكم حقًّا بمحبّتكم تلاميذي".
وبعد القدّاس، قدمّ المطران خيرالله شعار المجمع الأبرشيّ للأخت سعاده، عربون شكر على استضافة شبيبة الأبرشيّة في الدّير.