الفاتيكان
14 تشرين الأول 2024, 11:40

سينودس: تأمّلات رادكليف حول "مسارات" الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
قدّم الأب تيموثي رادكليف من رهبنة الوعّاظ الدومينيكان، التأمّل في "المسارات" - الجزء الثاني من أداة العمل في السينودس حول السينودسيّة وقال: "معًا سنكتشف مشيئة الله!"

 

قال الأب تيموثي رادكليف من رهبنة الوعّاظ الدومينيكان:  

"نبدأ اليوم بالتفكير في العمليّات التي من خلالها تتغيّر الكنيسة، والإيقاع الذي يجب أن نتّبعه. قد يساعدنا النصّ التالي على معرفة كيفيّة حدوث ذلك: «ترك يسوع ذلك المكان ومضى إلى ناحية صور وصيدا. وخرجت امرأة كنعانيّة من تلك المنطقة وصرخت: ارحمني يا ربّ يا ابن داود. ابنتي يعذّبها شيطان. فلم يجبها البتّة. فتقدّم تلاميذه وألحّوا عليه قائلين: اصرفها لأنّها تصرخ وراءنا. فأجاب: لم أرسل إلّا إلى خراف بيت إسرائيل الضالّة. فأتت وسجدت له قائلة: يا سيّد، أعنّي. فأجاب: «ليس حسنًا أن يؤخذ طعام البنين ويطرح للكلاب». نعم يا سيّد والكلاب أيضًا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها!" فأجابها يسوع: يا امرأة، عظيم إيمانك، فليكن لك كما تريد. فشفيت ابنتها في الحال» (متى 15: 21-28).  

 

للوهلة الأولى يبدو الأمر كما لو أنّ يسوع كان فظًّا، لأنّه وصف المرأة بالكلب. إنّه يستثني ابنتها فقط بسبب إيمانها الشخصيّ. "لقد أتيت فقط إلى خراف إسرائيل الضالّة … ".

لكنّ هذه الحادثة تقع بين إطعام الخمسة آلاف الذي يرمز إلى الرسالة لليهود، وبين إطعام الأربعة آلاف الذي يرمز إلى الرسالة للأمم. أخبر يسوع المرأة أنْ لا يوجد سوى ما يكفي من الخبز لأطفال المنزل، ولكن بعد بضع آيات سيكون هناك ما يكفي من الخبز للجميع، سبع سلال مملوءة بالفائض. إنّها لحظة تحوّل عميق.

 

كيف حدث هذا؟ يسوع لم يردّ على المرأة على الإطلاق. هذا الصمت ليس رفضًا. إنه الصمت الذي تحدّثت عنه الأمّ ماريا غراتسيا بشكل جميل للغاية إبّان الخلوة. وقالت إنّ "في أصل كلّ صلاة، وكلّ عمل من أجل الله، يهتز نفَسُ الله الصامت".  

في هذا الصمت، يصغي ربّنا إلى المرأة ويصغي إلى أبيه. تدخل الكنيسة بشكل أعمق في سرّ المحبّة الإلهيّة، من خلال الخوض في أسئلة عميقة ليس لدينا لها إجابات سريعة. في مجمع أورشليم: كيف يمكن قبول الأمم في الكنيسة؟ كيف يمكننا في نيقية أن نؤكّد أنّ يسوع كان إلهًا حقًّا وإنسانًا حقًّا؟ في خلقيدونية، كيف يمكن أن يكون الله ثلاثة حقًّا وواحدًا حقًّا؟

 

مهمّتنا في السينودس هي أن نعيش مع الأسئلة الصعبة، وليس أن نتخلّص منها، مثل التلاميذ. ما هي الأسئلة الصعبة هنا؟ تأتي المرأة من أجل ابنتها المعذّبة. من المؤكّد أنْ يجب أن نستجيب لمجمل صرخات الأمّهات والآباء حول العالم من أجل بناتهم وأبنائهم الصغار الذين وقعوا في فخّ الحرب والفقر. يجب ألّا نغلق آذاننا، مثل التلاميذ آنذاك.

هناك أيضًا أسئلة عميقة تكمن وراء الكثير من مناقشاتنا. كيف يمكن للرجال والنساء، المخلوقين على صورة الله ومثاله، أن يكونوا متساوين ولو هم مختلفون؟ ويجب ألّا نتجنّب السؤال، مثل التلاميذ، بإنكار المساواة أو الاختلاف. وكيف يمكن للكنيسة أن تكون جماعة المعمّدين، جميعهم متساوين، ومع ذلك جسد المسيح، بأدوار وتسلسل هرميّ مختلف؟ هذه أسئلة عميقة.

                                        نهاية الجزء الأوّل