العالم
25 تموز 2024, 12:00

سيراليون: "كوش" تقتل أطفالنا في الشوارع

تيلي لوميار/ نورسات
تعرب راهبات الورديّة المقدّسة في سيراليون عن قلقهنّ على مستقبل البلاد، بالنظر إلى العواقب المدمّرة للعقار الاصطناعيّ المعروف باسم كوش الذي يدمّر شباب البلاد، كما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

تحتفل راهبات الورديّة المقدّسة المرسلات، هذا العام، بمرور 100 عام على وجودهنّ. تأسّست الجمعيّة في عام 1924 من قبل جوزيف شاناهان، الأسقف الأيرلنديّ المولد، ثمّ النائب الرسوليّ لجنوب نيجيريا. تضمّ الجمعيّة جماعاتٍ في البرازيل والكاميرون وإثيوبيا وإنجلترّا وغانا وأيرلندا وكينيا وليبيريا والمكسيك ونيجيريا وسيراليون وجنوب إفريقيا والولايات المتّحدة الأميركيّة وزامبيا.

بينما تحتفل راهبات الورديّة المقدّسة المرسلات في أنحاء العالم بمرور 100 عام على وجودهنّ، يحتفلْنَ في سيراليون، بمرور 76 عامًا على الحضور المستمرّ والرسالة.

"ننظر إلى ماضينا بامتنان، وإلى حاضرنا بشغف، وإلى مستقبلنا بالأمل. منذ وصولنا إلى سيراليون في عام 1948، حدث الكثير"، كما أخبرت الأخت أونيي.

الأخت أونيي هي منسّقة مشروع برنامج "إدارة ملء الحياة للأطفال". هو مشروع لحقوق الطفل يسعى إلى حماية الأطفال، لا سيّما الفتاة الطفلة، وبصورة متزايدة، حماية الصبيّ الطفل.

علاوةً على إدارة العديد من المدارس ومؤسّسات التدريب المهنيّ والمستشفيات والعيادات والعناية بالناجين وحتّى المشاركين في الحرب الأهليّة في سيراليون (1991-2002)، تقوم راهبات الورديّة المقدّسة، من خلال برنامج ملء الحياة، بحملة قويّة لمنع حمْل المراهقات وزواجهنّ وسوء المعاملة. وهنّ يشجّعن الفتيات الصغيرات على عدم التسرّب من المدرسة.

إلّا أنّ مشكلةً كبيرة ظهرت في وجه سيراليون، منذ العام 2016 تتمثّل في ازديادٍ حادّ لعدد الشبيبة المدمنة على الكوش. تقول حكومات عديدة من غرب إفريقيا أيضًا إنّها تشعر بالقلق من الانتشار السريع للكوش الذي تسبّب الإدمان. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، فإنّ هذه المادّة المخدِّرة تجعل الشباب خاملين باستمرار ومرضى للغاية. ويُقال إنّ تركيبتها تتغيّر باستمرار، ما يمثّل مشكلة خطيرة عندما يتعلّق الأمر بالعلاج.

وبما أنّ المخدِّر رخيص نسبيًّا، فإنّ الشباب يعتبرونه آليّة لإخفاء الإحباط الناجم عن البطالة والفقر والجوع وخيبة الأمل في سيراليون ما بعد الحرب. هذا المخدّر يجمّد، حرفيًّا، أيّ إحساس وبعض الشباب يموتون بسبب جرعة زائدة منه.

كان رئيس البلاد أعلن، حال الطوارئ والحرب على الكوش في نيسان/أبريل 2024، ومن جهتهنّ، تحمل راهبات الورديّة التزامهنّ بهذه القضيّة على محمل الجدّ.  

"مشكلة تعاطي المخدّرات هائلة. نذهب إلى المجتمعات الداخليّة. ننتقل بلا كلل من قرية إلى قرية ومن بلدة إلى أخرى، في محاولة لخلق الوعي وتمكين المجتمعات فتكون هناك استمراريّة للأنشطة التوعويّة والوقائيّة حتّى عندما نغادر. تتحدّث فرقنا إلى المجتمعات والمدارس حول حمْل المراهقات وزواج الأطفال وحماية الأطفال وحقوق الطفل وأهمّيّة التعليم. لكنّنا نناقش بشكل متزايد تعاطي المخدِّرات والإدمان عليها، بخاصّة الإدمان الحاليّ الذي يقتل الشباب. إنّه أمر فظيع ويجعل شبابنا يموتون مثل الدجاج في الشوارع. لقد حوّل هذا المخدّر بالذات العديد من شبابنا إلى زومبي. هدفنا هو خلق الوعي لمخاطره. لن نتوقّف"، أكدّت الأخت أونيي.

وقد شدّدت الراهبة على فاعليّة الخطوة التي اتّخذها رئيس البلاد خصوصًا وأنّ المشكلة هائلة والحيوات الفتيّة تُفقد في الطرقات. وأوضحت أنّ الأخوات يخرجنَ مع عناصر من وحدة دعم العائلة في شرطة سيراليون بحثًا عن الصبية والفتيات العالقين في قبضة الكوش.  

وعن جمعيّتها الرهبانيّة، قالت الأخت أونيي إنّ الأخوات مستعدّاتٌ أبدًا لهجر بلادهنّ وثقافاتهنّ إلى بلاد وثقافاتٍ أخرى لخدمة شعب الله من دون أحكامٍ مسبقة ومن دون إدانة أحد، وهكذا ينقلن أخبار يسوع المسيح السارّة إلى الجميع، لا سيّما الفقراء والمهمّشين والمظلومين.