دينيّة
10 تموز 2018, 13:00

سياسيّ قدّيس، من هو؟

ماريلين صليبي
لم يكن كغيره من المخاتير، فهو كان سفيرًا للسّلام والخدمة والعطاء، ليستحقّ أن يتقدّم ملفّ تقديسه بطلب من البابا فرنسيس.

 

لم تكن فلورانس الولاية التي ترأّسها جيورجيو لابيرا وحدها محظوظة به، فلابيرا لعب دورًا بارزًا طوال الحرب الباردة، إذ قام برحلات إلى روسيا والصّين والفيتنام حيث عزّز السّلام وحقوق الإنسان، قبل السّفر إلى فاطيما واستنجاد الصّلوات الصّادقة.

وفي إيطاليا، سخّر لابيرا طاقاته لخدمة الفقراء والعمّال، تاركًا بصماته السّياسيّة المُصلحة في الدّستور الإيطاليّ.

الحوار كان عنوانه والانفتاح شعاره، قيم انتقدته عليها القيادات الحاكمة آنذاك.

احترام كبير لاقاه لابيرا من قبل البطاركة، هو الذي جمع بين الكنيستين على رأسهما بطريرك القسطنطينيّة الأورثوذكسيّ أثيناغوراس والبابا بولس السّادس، فغيّب الانشقاق الكبير بينهما.

ورغم أنّه أصبح محاميًا وسياسيًّا وأستاذًا جامعيًّا وداعيًا للسّلام، اختار العيش ببساطة في زنزانة في دير، ولكنّه أُجبر على تركها.

بدوره، البابا يوحنّا بولس الثّاني القدّيس تحدّث عن لابيرا، عن الدّور البارز الذي لعبه في إعادة إعمار أوروبا، واختار الاحتفال بـ "يوبيل المحافظين" عام 2000 في اليوم المصادف تاريخ وفاة لابيرا، أي ٥ تشرين الثّاني/نوفمبر.

واقتباس من كلامه اختير كشعار للاحتفال، "إنّ مشاركتنا في السّنة المقدّسة ليست عملًا من أعمال التّقوى بل هي عمل سياسيّ، لأنّها يجب أن تساهم في تحقيق خطة الله في التّاريخ".

كم عظيم أن تُصنَع القداسة من داخل الحرم السّياسيّ والاجتماعيّ، ملعب لا بدّ من أن تتحقّق فيه المصلحة العامّة والمشروع الإلهيّ، علّ قدّيسنا المقبل لابيرا يكون مثالًا لرؤساء لبنان والعالم.