لبنان
18 كانون الثاني 2024, 12:50

سويف يؤكّد: الحضور المسيحيّ في طرابلس لا يزال فاعلًا وكثيفًا

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف وزير الثّقافة القاضي محمّد وسام المرتضى، في قلّاية الصّليب في دار المطرانيّة في طرابلس، في إطار جولته على قادة المدينة ضمن فعاليّات طرابلس عاصمة الثّقافة العربيّة.

وللمناسبة، هنّأ سويف وزير الثّقافة على هذه المبادرة الّتي أملَ "أن تسهم بإعادة إحياء تراث المدينة العريق، وهي اليوم بأمسّ الحاجة لاستعادة هذا الزّخم الثّقافيّ، لمصلحة لبنان، لأنّ تراث المدينة وثقافتها، يشهدان معًا لثقافة لبنان المبنيّة على العيش معًا والحوار وقبول الاختلاف والمواطنة"، وأبدى استعداده لفتح آفاق جديدة انطلاقًا من هذا الحدث تؤسّس لتعاون مستقبليّ وأخذ مبادرات ثقافيّة تحتاجها المدينة وأبرزها تأسيس "متحف طرابلس".

وخلال اللّقاء، قال سويف: "هذا الاختبار الثقّافيّ العريق الّذي يعود الى مئات السّنين، يدفعنا إلى أن نؤمن أكثر فأكثر بهذا الكيان العظيم، الّذي فيه نعيش الحرّيّة الّتي يكفلها الدّستور، وبالأخصّ حرّيّة المعتقد الّتي تميّز لبنان. من هنا نجد أنّ الحضور المسيحيّ في طرابلس لا يزال فاعلًا وكثيفًا، لأنّنا ننتمي إلى المدينة ونعمل دائمًا مع مختلف مكوّناتها، وعلينا أن نعمل أيضًا بشكل خاصّ خلال السّنة الحاليّة، على تجديد الثّقة والإيمان بلبنان كرسالة للإنسانيّة جمعاء، كما رآه من شهدوا على ثقافة العيش فيه، واعتبروه أكثر من بلد، اعتبروه رسالة.

مسؤوليّتنا اليوم هي تقديم المثل النّاجح في وجه الأصوات الّتي تدعو الى الانعزال والخوف من الآخر، بإظهار ما هو مشترك ليس فقط على مستوى الدّيانات التّوحيديّة، ولكن على مستوى البشريّة جمعاء الّتي تشترك مع بعضها بالإنسانيّة والضّمير".

بدوره، عبّر المرتضى عن إعجابه بوجود المطرانيّة في قلب طرابلس، لافتًا إلى أنّ "عملنا ينطلق من روحانيّة اللّقاء الوزاريّ الّذي عقد في الدّيمان، والّذي شدّد على تقافة العيش معًا"، مشدّدًا على أهمّية تضافر الجهود لمواجهة الأفكار الّتي تخالف ثقافة لبنان وصيغة العيش فيه، لافتًا إلى دور التّعابير الثّقافيّة على أشكالها في عيش القيم المشتركة بفرح، وأهمّها "العيش الواحد".

وأكّد على أهمّيّة المحافظة على الآخر، وقال: "جئنا إلى طرابلس لنقول إنّ طرابلس هي صورة عن لبنان التّعدّد والانفتاح... جئنا لنقول إنّ الكيان موجود وطرابلس جزء منه، والدّولة معنيّة بكلّ الكيان، والثّقافة بالدّرجة الأولى هي بثّ الوعي لتفادي خطرين أساسيّين، خطر تهديد وحدة الكيان وخطر تدمير القيم.