لبنان
16 كانون الثاني 2025, 06:55

سويف: نريد أناسًا من كلّ الأديان لديهم إيمان بالرّبّ وأخلاق عالية

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة يوبيل 2025 "حجّاج الرّجاء"، أعلن رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، الثّلاثاء، كنيسة مزار مار أنطونيوس البادوانيّ- كفرزينا كنيسة يوبيليّة خلال ترؤّسه قدّاس افتتاح البابا المقدّس، وقد عاونه فيه النّائب العامّ الخوراسقف أنطوان مخايل وخادم المزار المونسينيور جوزيف غبش، بحضور لفيف من رؤساء الأديار المجاورة وكهنة الأبرشيّة وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة قال فيها بحسب إعلام الأبرشيّة: "يوبيل مبارك بحياتنا جميعًا، في هذا المساء المبارك سوف نعلن أمامكم ومع جميع الأخوة ومعكم، أنّ مزار مار أنطونيوس البادوانيّ في كفرزينا زغرتا، هو أيضًا "كنيسة يوبيليّة"، هذا الإعلان يحمل معنى عميق بتاريخنا في الأبرشيّة، بقلوبنا ومشاعرنا، وعاطفتنا، وسوف ابدأ من الحدث التّاريخيّ حيث أنّ المطران الأوّل الّذي سكن في الأبرشيّة بولس موسى الرّاهب الأنطونيّ الّذي سكن في كفرزينا وأصبح لاحقًا مطران الأبرشيّة، أيّ بعد المجمع اللّبنانيّ ١٧٣٦، جاء لكي يفتّش على مكان يبدأ منه، لأنّ النّظام الكنسيّ كان يقتضي أنّ الأسقف، يعيش مع البطريرك داخل المقرّ البطريركيّ، وينطلق إلى أبرشيّته من هناك، ليقوم بزيارته الرّاعويّة الّتي تستغرق شهرًا أو أكثر، ليعود بعدها إلى الدّير البطريركيّ، إلى أن جاء النّظام الجديد مع المجمع اللّبنانيّ ليقول العكس، على مطران الأبرشيّة أن يعيش في أبرشيّته وبين ناسه، من هذا المنطلق أعلنّا هذه الكنيسة يوبيليّة.

انطلاقًا من هذه القراءة التّاريخيّة، كي نشكر الرّبّ على هدا المكان المقدّس، وللمناسبة أوجّه تحيّة لكلّ من يخدم هذه الكنيسة من المونسنيور جوزاف غبش النّائب الأسقفيّ الخاصّ وكلّ الآباء المعاونين معه الّذين يخدمون هذا المكان.

نعم هذه كنيسة يوبيليّة، أيّ سنة اليوبيل المقدّس، هي فرصة ذهبيّة تقدّمها لنا الكنيسة كلّ فترة من الزّمن، هذه الوقفة أمام الرّبّ، وأمام أخينا الإنسان، كي نتحسّس حياتنا الرّوحيّة، كيف يمرّ الوقت والعمر، وعمّا إذا كنّا نشكر الرّبّ على حضوره، وعلى خلاصه الّذي أعطانا إيّاها بابنه الوحيد يسوع المسيح، من هنا هذه السّنة هي سنة فحص ضمير والعودة إلى الذّات، واليوبيل هو هذه الوقفة الّتي من خلالها فعل تسبيح وتمجيد وشكر للرّبّ على عهد الحبّ الّذي قطعه مع الإنسان، ومع اليوبيل نحن نجدّد عهدنا مع الله ومحبّتنا له، هو التّجديد الإيمانيّ والالتزام بمشروع يسوع المسيح الّذي هو رجانا من هنا العنوان الّذي أطلقه البابا فرنسيس اليوبيل "الرّجاء لا يخيّب" يعني أنّ يسوع المسيح لا يخيّب أحدًا.

خيبات الأمل موجودة دائمًا في حياتنا دائمًا في كلّ مراحلها، ولكن شهادتنا بيسوع المسيح هي الأهمّ لأنّه هو من يعطي القوّة، ونحن جميعًا وخلال فترة طويلة كنّا نعيش خيبات الأمل خاصّة مع شبيبتنا الّتي تهاجر باستمرار، لكن في النّهاية الرّبّ معنا، فلا ظلم يدوم، ولا جريمة تستمرّ، وعندما نستسلم ينادينا الرّبّ ليعطينا دفعًا جديدًا.

نصلّي من أجل لبنان، ونحن في هذه المرحلة أصبح لدينا رئيس جمهوريّة، ورئيس وزراء، ونأمل تشكيل حكومة تحمل هموم الشّباب ومستقبلهم بعيدًا عن كلّ الأداء السّابق، نريد أناسًا لديهم إيمان بالرّبّ من كلّ الأديان لديهم أخلاق عالية، لا يفكّرون بذاتهم بل بالخير العامّ، ونعود لنعيش ببحبوحة وطمأنينة لأنّ لبنان، وهذا هو اليوبيل الحقيقيّ.

نطلب من الرّبّ أن يجدّد فينا الرّجاء حتّى نكون حجّاج الرّجاء لأنّنا نعيش مسيرة حجّاج الرّجاء مع بعضنا البعض من دون أن يكون لدينا همّ من يسبق الآخر وأجمل ما في المسيرة الكنسيّة هو أن نعيش المسيرة السّينودوسيّة، مع بعضنا يدًا بيد متّحدين نسهر على بعضنا البعض، في شتّى المجالات من أجل الخير العامّ."