لبنان
03 تشرين الأول 2022, 10:20

سويف من القبيّات: إذا فتحنا قلوبنا للرّوم القدس يجعلنا نغيّر العالم كلّه

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد مارت موره، زار رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف رعيّة مارت موره- القبيّات حيث احتفل بقدّاس إلهيّ ألقى خلاله عظة شكر فيها الرّبّ على الشّهداء والقدّيسين الّذين "عندما اكتشفوا الكنز العظيم الّذي هو يسوع المسيح قالوا: "لم يعد هناك شيء يستحقّ في هذه الدّنيا، وكانوا يقولون كلّ يوم وهذا هو تاريخ الكنيسة منذ المسيحيّة الأولى إلى اليوم فإلى منتهى الدّهر أيّ إلى مجيء المسيح الثّاني: من أجلك يا ربّ نُمات النّهار كلّه وقد حُسِبنا مثل غنم للذّبح ونحن نغلب بالّذي أحبّنا".

وأشار سويف إلى سيرة القدّيسة موره وزوجها الشّمّاس تيموتاوس من مصر، اللّذين "لم ينغرّا بمجد هذا العالم، وقد تعمّدا بالمسيح في غمرة الدّيانة الوثنيّة"، لافتًا الى أنّ "الإمبراطور كان يهتمّ، كما هو اهتمام أغلبيّة المسؤولين لغاية اليوم، أن يجذبوا النّاس إليهم ولتفكيرهم ومخطّطاتهم وبرامجهم". وأضاف: "وهذا لا يزال مستمرًّا للأسف الشّديد حيث يُبعدون الإنسان عن عبادة الله الّتي هي عبادة تتمّ فقط بالرّوح والحقّ".

وأضاف: "إنّ هذين القدّيسين اعتمدا بالمسيح، وهما لم يريدا سوى أن يعترفا فقط به ربًّا وإلهًا. وإنّ كلّ يوم بتاريخنا المسيحيّ هناك شهيد وهناك قدّيس وهناك مُعترف وهناك شهادة وبطولة ليسوع المسيح لكي نُحاكي ضميرنا ونحاكي ذواتنا ولكي نقول: يا ربّ أين نحن من هؤلاء الشّهداء ومن القدّيسين؟ في عالم فيه الكثير من المغريات هي أكثر بكثير من أشكال الوثنيّة، دخلت إلى قلوبنا وعائلاتنا وتفاصيل حياتنا اليوميّة، معتبرًا أنّ البطولة هي أن نبقى أمينين لدعوتنا المسيحيّة، لمعموديّتنا، للقائنا بيسوع المسيح، لهذا الحبّ الأوّل.

إنّ مشروعنا ككنيسة وكمسيحيّين هو مشروع الأمانة المطلقة ليسوع المسيح، فقط ليس عندنا أيّ مشروع آخر إلّا أن نبقى أمينين لدعوتنا، ونحن نبقى أمينين لدعوتنا بقدر ما يكون عندنا اتّحاد وشركة.  

إنّ العائلة تأتي إلى الكنيسة كي تحيا الشّركة الكبرى بيسوع المسيح وبالثّالوث حول مائدة الإفخارستيّا، الخبز النّازل من السّماء. وهذا الخبز يعني المسيح بجسده ودمه هما يُثبّتوننا بالإيمان وبدعوتنا المسيحيّة، ويُشجّعوننا ويُجدّدوننا لنعيش الشّهادة ليسوع المسيح، داخل الكنيسة وخارجها حيث يستمرّ مشروع القربان في قلب العالم إذ نهدف لتحويل العالم والمحيط إلى مشروع قربان دائم، يرتفع إلى الله الآب مع يسوع المسيح بنعمة الرّوح القدس.

إنّنا لا نستطيع أن نغيّر العالم بقدرتنا الشّخصيّة أبدًا ولكن بنعمة الرّوح القدس فإذا فتحنا قلوبنا له يجعلنا نُغيّر العالم كلّه.  

وإختتم سويف عظته قائلاً: "رعيّة مرت موره هي العالم الّذي نشهد فيه، القبيّات، عكّار، أبرشيّتنا هي الواحة الأولى والرّبّ دعانا لنكون شهودًا حقيقيّين فيها، وحينها نكون علامات حبّ وفرح ورجاء وإيمان في قلب هذه الوثنيّة الجديدة الموجودة بهذا العالم ولكن بالنّهاية كما كان بالبداية وإلى الأبد سينتصر فقط يسوع وصليب يسوع المرتفع ونحن نعيش زمن الصّليب الظّافر، هو الغالب على كلّ شرّ والشّرّ ليس بعيدًا. فلنبدأ بالبحث عنه بداخلنا لكي نتحرّر من قيود البغض والحقد والخطيئة ونكون أبناء أمينين لدعوتنا ونُمجّد الله الآب على محبّته اللّامتناهية كما فعل الشّهداء والقدّيسون، له المجد إلى أبد الآبدين آمين".

وبعد القدّاس التقى راعي الأبرشيّة مع أبناء الرّعيّة في باحة الكنيسة.