سويف: مدعوّون اليوم أن نعيش المحبّة
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة: "أتمنى لكم جميعًا أعيادًا مباركة بمناسبة عيدي انتقال السّيّدة العذراء ومولد مار انطونيوس البادوانيّ.
في هذه المناسبة أتوجّه بالشّكر للخوري جوزيف غبش على خدمته لهذا المزار الذي شكّل وما زال يشكّل مركز استقطاب لكلّ باحث عن فسحة روحيّة في هذه المنطقة.
في هذه الأيّام، نستذكر التّقليد العريق الذي يقوم به أبناء المنطقة ألا وهو النّزول من إهدن إلى زغرتا سيرًا على الأقدام تكريمًا لأمّنا العذراء، وزيارة كنيسة سيّدة زغرتا التّاريخيّة التي ذكرها وصلّى فيها من أجل لبنان والكنيسة المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي.
نحن بحاجة دائمًا أن تخلق في رعايانا واحات روحيّة على مثال المكان المتواجدين فيه اليوم، لأنّه بدون هذه الأمكنة تدخل حياتنا الإيمانيّة بنوع من التّسطيح والجفاف.
الواحة الرّوحيّة تبدأ عندما يقوم كلّ إنسان منّا بخلق مساحته الدّاخليّة، أي عندما يتحّول مسكنًا للرّوح القدس ويسمح لروح الله أن يكون موجودًا فيه وبقلبه وعقله وكيانه وحركته اليوميّة.
واحتنا الرّوحيّة كفيلة أن تبدل نظرتنا إلى الحياة فننظر إلى بعضنا البعض كبشر مخلوقين على صورة الله ومثاله.
مدعوّون اليوم أن نعيش المحبّة، فغياب المحبة يجعلنا نعيش الفراغ التّام، فلو صلّينا يوميًّا ١٠٠ مسبحة بدون محبّة فلا معنى لصلاتنا.
المحبّة هي المسامحة الاستيعاب وتخطّي الصّعوبات، لذلك نحن مدعوّون إلى التّعمّق بالمحبّة التي نعلم جميعًا أنّها قادرة أن تغيّر وجه هذا العالم.
بذكرى مولد مار أنطونيوس البادوانيّ، نشكر الرّبّ على قدّيسيه.
القداسة لا تحتاج إلى ضجيج وطبل وأبواق، بل إلى الكثير من الصّمت، فالله لا يخاطبنا إلّا في الصّمت.
والله يصغي لنا عندما نحدّثه بمحبّة وإيمان.
ولادة القدّيس أنطونيوس نعمة كبيرة، إذ أنّها ولادة مشروع قداسة، وهنا لا بدّ من التّوقّف عند فكرة مهمّة وهي فكرة الحياة، فنحن نلنا الحياة، وما عيد انتقال السّيّدة العذراء إلّا أحد أوجه الحياة والقيامة.
عيد انتقال العذراء هو إشارة على قيامة الرّبّ يسوع من بين الأموات الذي منح البشريّة حياة غير عاديّة وجديدة وأبديّة.
نصلّي اليوم، حتّى تحب عائلاتنا الحياة وتقبلها، ولا تعمد إلى قتل الحياة التي فيها.
نصلّي، من أجل بعض العائلات التي تدفعها ثقافتها وطرق تفكيرها إلى قتل الحياة في أحشاء الأم وبالتّالي إلى القيام بعمليّة الإجهاض وهنا تحدّ لرغبة الله الذي ينفخ الحياة في جسم الأمّ من خلال الرّجل والمرأة، ومن منّا قادر أن يقول إنّ الجنين في بطن أمّه ليس مشروع قداسة."