سويف: لنصغ بعمق إلى صوت الرّبّ كما فعلت أمّنا العذراء مريم
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة جاء فيها بحسب مكتب الإعلام:
"أحبّائي، نشكر الرّبّ على عطيّته الكبيرة الّتي نعيشها في البشريّة، وفي هذا الكون، والّتي تجلّت في ولادة ابنه يسوع من أحشاء العذراء مريم، وليس من زرع بشريّ إنّما من زرع إلهيّ، وبقوّة الرّوح القدس، الّتي اتّحدت في الإنسان ومريم العذراء النّقيّة الطّاهرة، والّتي سمعت صوت الرّبّ في قلبها وفكرها وكيانها، وكانت تردّد "ها أنا أمة الرّبّ، فليكن لي بحسب قولك".
إنّها إحدى العجائب الّتي تدخّل فيها الرّبّ في حياتنا وتاريخ البشريّة، ليقول لنا إنّنا صحيح أخطأنا تكبّرنا، ولا زلنا نعيش هذا التّكبّر والخطأ، ونعتبر أنفسنا المحور الأساس في الحياة، وننسى كما نسي أجدادنا أنّ الرّبّ هو أساس الحياة.
الميلاد يعود في كلّ عام ليذكّرنا أنّه علينا أن نعلم أنّ الأساس هو الرّبّ واهب الحياة، والّذي يدعونا في كلّ مرّة كي نعيش محبّته، ومن خلالها نعيش في الفرح الحقيقيّ.
من هنا نحتفل اليوم بعيد الزّروع الّذي هو قوّة الله الّتي تعطي الحياة. لأنّ الرّبّ هو مصدر القوّة والحياة، والتّجدّد، وهذا ما يذكّرنا بالعذراء مريم، بمواقفها بشخصيّتها وفضائلها، الّذي تجلّت بعيد البشارة، وتوّجت بالصّليب و بالقيامة، حيث كانت دائمًا تصغي إلى صوت الرّبّ بقلبها وفكرها، كما نصغي نحن إلى صوته من خلال القدّاس، من هنا حتّى يكون نطلب من الرّبّ النّعم لدينا إصغاء عميق لصوته، لا أن يكون صوتًا عابرًا، بل على العكس تمامًا، فكلّ كلمة تعلن في الكنيسة هي صوت الله المستمرّ.
نطلب من الرّبّ نعمة الإصغاء لصوته في حياتنا، لأنّ الإصغاء الحقيقيّ يحوّلنا إلى خدّام للرّبّ، والمقياس هو ما بعد الصّوت الّذي يتجلّى بمواقفنا الّتي نتّخذها في حال أصغينا بإيمان، وجهوزيّتنا لخدمة الرّبّ. كما كانت تفعل وتقول مريم العذراء" ليس أنا بل هو.. إفعلوا ما يأمركم به". وهي مسألة تتطلّب منّا جميعًا التّواضع."