سويف للشّبيبة: أنتم مستقبل وأمل الكنيسة والوطن
وفي تفاصيل كلمته، قال سويف للشّبّاب الحاضرين: "أنتم مستقبل وأمل الكنيسة والوطن، ولبنان لن يسقط لأنّكم مؤتمنين على تاريخ من التّضحيات".
وأشار سويف إلى دعوة البابا فرنسيس "لعيش السّينودس بشركة مع الله و شراكة بين بعضنا البعض لنكون علامة فرح ورجاء في قلب العالم وننشر البشرة السّارّة"، ثمّ توسّع في ثلاثة محاور: دعوة يسوع، مسيرة الكنيسة، والتّغيير في العالم، مؤكّدًا أنّ "يسوع يدعو كلّ إنسان، ويطلب أن يكون قلب الشّباب غير منشغل في أمور الدّنيا بل أن يكون مساحة منفتحة على عمل المسيح في هذا العالم. يسوع يوجّه نداء لكلّ شابّ وصبيّة ليعيشوا اختبار المكوث معهه".
وإلى الشّبيبة الّتي لديها شكوك وتساؤلات حول "أين هو الله اليوم"، قال سويف: "لا تخافوا فيسوع يجيب على هذه التّساؤلات قائلاً لكم كما قال لتلميذي عمّاوس: تعاليا وانظرا، وعندما تسمعون هذا الصّوت فليكن لديكم الجرأة لتلبّوا النّداء.
نحن نعيش أصعب الأوقات، نحن نعيش جلجلة لبنان ولكن لا تنسوا أنّ قبلكم كان هناك تلميذا عمّاوس اللّذين تركا أورشليم مع شعور اليأس، وقبلكم عاش الأجداد والآباء تاريخًا من الأوقات الصّعبة والسّوداء، ولكن غدًا كما البارحة بفضلكم وبنعمة الرّبّ وبصلوات القدّيسين سيقوم لبنان الجديد".
ووجّه المطران سويف تحيّة إلى البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي والبابا فرنسيس، وقال: "أريدكم اليوم أن تعوا أنّ الكنيسة تدعوكم لتكونوا حجارة حيّة في كنيسة المسيح، نحن جميعًا أساقفة وكهنة ومكرّسين وعلمانيّين أعضاء متساوين في جسم واحد رأسه يسوع المسيح. كلّنا ولدنا من جرن المعموديّة، وانطلاقًا من هذه المعموديّة نشكّل جميعنا شعب الله، ولكلّ منّا دوره ورسالته في خدمة هذا الشّعب الّذي هو الكنيسة. لذلك أنتم أيّها الشّباب، موقعكم في الدّرجة الأولى والصّفّ الأوّل والمستوى الأوّل في إعلان البشارة.
أنتم مدعوّون لتحملوا مسؤوليّة البشارة إلى جانب الأسقف، فدعوتكم هي أن تسهروا إلى جانب الأسقف أوّلاً على أنفسكم، وثانيًا على أن تبقى مصابيحكم مشتعلة في مدارسكم وعائلاتكم وأماكن عملكم وتواجدكم، دعوتنا جميعًا أن نسهر على بعضنا البعض. فلنبحث عن المجروح والمريض و لنقدّم كلّ مجهود ممكن ليصبح من هو بعيد قريبًا، و لنضمّد ونبلسم الجروح كالسّامريّ الصّالح.
الكلّ يطلب التّغيير و لكن نحن مدعوّون أوّلاً لنغيّر أنفسنا فالتّغيير يبدأ من الدّاخل.
فلنتصالح أوّلاً مع ذاتنا، ولنلبّي دعوة البابا فرنسيس لنتصالح مع الخليقة، وبالتّالي مع الإنسان، فنتصالح مع الله.
نحن عشنا طويلاً في سطحيّات وقأشور اجتماعيّة، ثمّ أتت الأزمة لتقدّم لنا فرصة للتّغيير، فلا نخف من الأزمة، بل لنستفد ونتعلّم أن نعيش إيماننا بصدق وبساطة وجدّيّة بعيدًا عن الانفصام، فنعود إلى الله عودة غير مشروطة وغير مجزّأة بل عودة كاملة، فنؤمن بالحقّ والحقّ هو يحرّرنا، والحقّ هو يسوع."
وفي الختام، دعا سويف إلى تغيير على كلّ الأصعدة، على مستوى المجتمع، والرّعايا، والأبرشيّة، والوطن، وقال: "يجب أن نعمل على تغيير ثقافيّ في الذّهنيّة ونتعلّم أن نتخلّى عن الانغلاق الّذي هو ضدّ الإنجيل، ونعمل بروح التّعاون والانفتاح والإصغاء لبعضنا البعض ولصوت الرّبّ".
ثم كان حوار بين صاحب السيادة وبين الحاضرين، قبل أن يتوّج اللّقاء بكلمة لخادم الرّعيّة الخوري يوسف جنيد فنخب المناسبة.