سويف في غيد الطّوباويّ الدّويهيّ: نأمل أن تكون قداسته قريبة جدًا
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة قال فيها: "نجتمع في هذه اللّيلة المباركة، في عيد الطّوباويّ مار إسطفان الدّويهيّ الإهدنيّ، كي نتابع شكرنا للرّبّ على عطيّته الّتي منحها للكنيسة، ليس في لبنان فقط إنّما للكنيسة الجامعة. كما نشكره على هذه النّعمة الّتي ساهمت في تجديد شعبنا، وبخاصّة في لبنان والمنطقة الّتي خرج منها البطريرك طوباويًّا وقدّيسًا، لأنّ الشّعب سبق أن أعلنه قدّيسًا. كما أشكر الرّبّ على هذه المبادرة الّتي نبتت من الرّعيّة (المونسنيور سايد، جوزيف وجورجينا في يوم من الأيّام).
هذه الكابيلّا، الّتي شكّلت واحة للتّلاقي، أصبحت تدريجيًّا واحة للحياة الرّوحيّة والتّوبة، وتُسجّل فيها زيارات كثيرة لمؤمنين من البلدة ومن خارجها، يتأمّلون بمحبّة الله اللّامتناهية. فالهدف ليس الحجر إنّما تجديد الإنسان والإيمان، فألف تحيّة لهذه المنطقة الّتي أعطتنا البطريرك الدّويهيّ.
إنّ قراءتنا للتّاريخ هي كي نعيش نعمة ربّنا بالحاضر، ونعرف كيف نسمع صوت الرّبّ في حياتنا هنا والآن. وهو يدعونا كي نكمل مشروع الشّهادة له، هو القائم الحيّ من بين الأموات، وإلّا فإنّ إيماننا يكون دروسًا في التّاريخ، وهذا لا علاقة له على الإطلاق بالإيمان المسيحيّ، لأنّ الإيمان بيسوع المسيح هو إيمان حيّ.
إنّ مراحل حياة البطريرك الدّويهيّ كانت مشروع موت يوميّ ودائم، لأنّه من دون هذا الموت الدّائم لا حياة في المسيح، فالموت مع المسيح يصبح حياة متجدّدة في قلبي وفي كياني، وعندها أكتشف دعوتي. والبطريرك الدّويهيّ، بكهنوته وأسقفيّته وبطريركيّته، كان يكتشف أنّ الرّبّ دعاه كي يكون مثله كما سمعنا اليوم في الإنجيل، وأمّا الرّاعي الصّالح فهو الكهنوت، وهذه هي الأسقفيّة وخدمة الرّبّ والكنيسة.
إنّ الرّاعي الصّالح هو الّذي يحافظ على قطيعه ويحفظه، وإنّ مشروع الرّبّ يحوّل إنسانيّتنا إلى إنسانيّة ذات معنى والى كهنوت مثمر ولا يعود كهنوت وظيفيّ مبرمج على السّاعة، وهذا منطق يتنافى مع منطق الرّاعي الصّالح الّذي يعرف خرافه من صوتها، وهذا هو مشروعنا مع المسيح، وكلّ أب وأمّ ومسؤول هو الرّاعي الصّالح في مشروع القيادة ومرافقة النّاس نحو الرّبّ والحقّ الّذي يحرّرنا والمسيح الّذي يشفينا. من هنا الرّعاية هي قيادة، انحناء، غسل أرجل، وهذا شيء رائع جدًّا. مشروعي هو بهاء الإنسانيّة، وأبناء للآب، وهو حقيقة الحبّ الّذي لا حدود له، والكرم المطلق، والجمال والفرح والسّلام الّذي يبدأ بالإنسان، لأنّ الرّاعي الصّالح الّذي يعيش بيننا هو الّذي بذل نفسه على الصّليب ووحّد الرّعيّة، بقيادة راعٍ واحد، والطّوباويّ الدّويهيّ كان مشروعه أن تكون رعيّة واحدة، وأن يقرّب البعيد. علم الرّعايا والكهنوت هو بحر واسع من العلم والمنارة، إنّه مشروع مؤسّسة، وهذا لم يأت من لا شيء إنّما من خلال محبّته للرّبّ، وقلبه المنفتح على نعمة الرّبّ الّتي أصبحت تجسّدًا يوميًّا لخدمة الإنسان."
وأمل المطران سويف في ختام عظته: "أن تكون قداسة الطّوباويّ الدّويهيّ قريبة جدًّا، وأن نتعرّف عليه أكثر نحن في هذا الشّرق الّذي بحاجة إلى أن يتمثّل في هذا الوجه الجديد، وأن يعطينا الرّبّ دائمًا رعاة صالحين".