لبنان
09 شباط 2021, 13:30

سويف في عيد مار مارون: نصلّي لكي يتحرّر لبنان من إيديولوجيّات تسعى إلى أن تغيّر اختباره التّاريخيّ

تيلي لوميار/ نورسات
رافعًا الدّعاء إلى الله من أجل لبنان وشعبه، احتفل رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، بقدّاس عيد مار مارون، في كنيسته في طرابلس، عاونه فيه المونسنيور نبيه معوّض والخوري راشد شويري ولفيف من الكهنة، بمشاركة مطران طرابلس وعكّار للرّوم الملكيّين الكاثوليك أندريه ضاهر، ولكن بغياب المؤمنين تماشيًا مع الإجراءات المتّبعة من أجل التّصدّي لوباء كورونا.

بعد الإنجيل، ألقى سويف عظة شدّد فيها على روحانيّة العيد وصاحبه "مار مارون، رجل الله المليء بحبّه وبالحقيقة"، والّذي "ترك كلّ شيء ليتبع يسوع المسيح ويكون مثله حبّة حنطة تموت في الأرض لتثمر إنسانيّة ورحمة وشفاءات... تبع الله بعد أن التقى به وشفي هو أوّلاً، فأفاض الله عليه نعمة شفاء النّاس".

وأشار سويف في هذا السّياق، نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، إلى أنّه "على مثال شفيعنا، كنائسنا وأديرتنا مدعوّة كذلك لتكون الواحة الرّوحيّة والإنسانيّة حيث تتواصل موهبة الشّفاء، شفاء الإنسان بكلّيّته، نفسًا وروحًا وجسدًا. كذلك كنيستنا المارونيّة، على مثال قدّيسها، مدعوّة في مسيرتها إلى أن تكون حاضرة في لبنان وفي الشّرق الأوسط وفي العالم، حضورًا شافيًا، مرافقًا، حضورًا يتّسم بالعمق الإنسانيّ والحوار الثّقافيّ لنشر الحبّ والتّفاعل مع الأديان الأخرى".

وأضاف: "في لبنان، نريد أن ينعم الإنسان بالسّلام والطّمأنينة والازدهار، إذ من حقّ كلّ مواطنة ومواطن العيش بحرّيّة وكرامة. فرسالة لبنان لقاء جميع أبنائه في الأخوّة والاحترام المتبادل. إنّها الثّقافة اللّبنانيّة الّتي ترسم ملامح هويّة هذا الوطن الحبيب. طرابلس المجروحة هي صورة واقعيّة عن هذا الوطن، إذ تجسّد في قيمها الرّوحيّة والإنسانيّة والوطنيّة خصوصيّته، فلا يجوزنّ أن تؤخذ المدينة إلى مكان آخر غريب عنها، من هنا وجب إنصافها اجتماعيًّا وتنمويًّا.

لبنان مجروح ومتألّم، فتعالوا نرفع دعاءنا إلى الله حتّى يهب وطننا نعمة الشّفاء. لبنان مسلوب ومخطوف، تعالوا نصلّي لكي يتحرّر من أياد وأصوات وإيديولوجيّات تسعى إلى أن تغيّر اختباره التّاريخيّ. لبنان مقيّد بممارسات وذهنيّات تناقض نظرته الوجوديّة إلى الحياة وعيشه الوطنيّ الواحد المنفتح والمشترك. على لبنان أن يعود ليكون هذا النّموذج الحضاريّ الّذي تنشده اليوم الأمم والعالم بأسره، عالم الأخوّة الإنسانيّة حيث الجميع إخوة".

هذا وذكّر بـ"دعوة البابا فرنسيس إلى تجديد إنسانيّتنا بناء على المحبّة الشّاملة على اختلاف أدياننا الّتي يجب أن تكون في خدمة الإنسان، وبرسالة قداسة الحبر الأعظم للمسؤولين في لبنان أمس خلال استقباله السّلك الدّبلوماسيّ، والّتي طالب فيها بأن يتعهّد جميع القادة السّياسيّين والدّينيّين، واضعين جانبًا مصالحهم الخاصّة، بالسّعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقيّة لصالح المواطنين، فيتصرّفوا بشفافيّة ويتحمّلوا مسؤوليّة أفعالهم".