سويف في الشّعانين: لا تحوّلوا زيتون لبنان إلى حطب يابس ليُحرَق فيه الوطن
وتوقّف سويف عند رمزيّة أغصان الزّيتون، فقال: "في يوم الشّعانين نحمل أغصان الزّيتون وهي رمز النّبوءة والسّلام والرّوح القدس؛ نرفعها مع هتافات رجاء وفرح روحيّ غاب عنّا ولكن نعيشه في داخلنا بالرّغم ممّا يمرّ به الوطن الحبيب وما نعيشه من مرارة وأسى ومعاناة إنسانيّة من جرّاء الوباء والمحنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة. فمن حقّنا أن ننعم بالطّمأنينة والاستقرار، وفي قلب الأزمة لا ننسينّ أنّنا أبناء الرّجاء".
كما خاطب السّياسيّين قائلاً "المسؤوليّة أمانة وعطيّة من الله، ومسؤوليّتكم من الشّعب ولخير الشّعب، لا يجوز أن تتحوّل هذه المسؤوليّة إلى تسلّطٍ واستغلالٍ لأجل الخير الشّخصيّ والمحدود النّابع من أنانيّة وحسابات ضيّقة.
أمام هذا الواقع المرير، فلْننتبه بألّا نُجَرّب في خطر هجرة الأرض والوطن، فالشّباب الّذي غادر بحثًا عن فرصة عمل وعيش لائق عليه ألّا يكره الوطن ويترك الأرض، عندئذ تكون الكارثة أعظم من المحنة الّتي نواجهها اليوم".
وإلى الشّباب توجّه قائلاً: "أدعوكم أيّها الشّباب أن تجدّدوا إيمانكم بالله وانتماءكم للوطن الحبيب لبنان. فأنتم غده القريب، معكم يواصل لبنان رسالته الحضاريّة في اختبار العيش الواحد وموقعه الرّوحيّ العالميّ . نعم، معكم سنرى لبنان الرّسالة، لبنان الحوار، لبنان المواطنة، لبنان أغصان زيتون الرّجاء يحملها مواطنات ومواطنون مسؤولون ينشدون السّلام والغفران ويعملون لصون الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة، فالمواطن الأمين هو الّذي يصنع الوطن."
وأضاف: "في يوم الشّعانين فلنستقبل المسيح الملك بأغصان النّخل والزّيتون وبهتافات الهوشعنا مستعدّين للدّخول إلى عيد الفصح مستقبلين المسيح ملكنا ومعترفين بأنّ يسوع ابن الله هو مخلّصنا. يسوع "الكلمة" الّتي بها تمّ الخلق الجديد، هو الملك الّذي أتى المسكونة ليُشركنا بملوكيّته ويغيّر منطق ملكوت الأرض إلى منطق ملكوت السّماء ويطعّمه بالرّحمة والمغفرة، إنّه الكاهن "رئيس أحبار اعترافنا" الّذي عاش ليعلّمنا قيمة المحبّة."
وأنهى: "تعالوا نتزيّن بأغصان الزّيتون فتكون لنا أداةً لبناء السّلام ونشر الأمل في محيطنا الصّغير، انطلاقًا من بيوتنا ورعايانا فمجتمعنا ووطننا.
تعالوا نرفع سُعُفَ النّخل متضرّعين إلى الرّبّ الملك أن ينير عقول القيّمين على بلدنا ليحافظوا على قِيَم المحبّة والوحدة ويؤمّنوا الطّمأنينة للشّعب".