لبنان
14 أيلول 2017, 13:26

سن الفيل دشنت شارع المطران بولس مطر عشية عيد الصليب مطر: ليرتفع صليب الرب علامة قوة محررة للجميع

احتفلت سن الفيل عشية عيد ارتفاع الصليب، بتدشين "شارع المطران بولس مطر" في منطقة حرج تابت، بمبادرة من بلديتها وجمعية سيدة البير، في حضور النائب غسان مخيبر ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة والنائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور جوزف مرهج وراعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان الأب رويس الأورشليمي ورئيس كهنة رعية سن الفيل المارونية الخوري جورج شهوان ورئيس مدرسة الحكمة في بيروت الخوري جان بول أبو غزاله ورئيس معاهد الحكمة الفنية الخوري شربل مسعد ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد من أبناء البلدة والبلدات المجاورة.

وفي المناسبة، ترأس المطران بولس مطر الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة البير، يحيط به الآباء جورج شهوان ويوسف عساف وعمانوئيل قزي. وبعد الإنجيل المقدس، ألقى مطر عظة، تحدث فيها عن الصليب ومعانيه. وشكر أبناء سن الفيل "على عاطفتهم ومحبتهم لراعيهم". وقال: "فخر وفرح أن نحتفل هذا المساء بالقداس الإلهي في عشية عيد ارتفاع الصليب المقدس وفي جوار كنيسة شاهدة على إيمان أبنائها، جيلا عن جيل منذ مئات السنين. إنها رمز للنزول الماروني من الجبل حيث اعتصموا أجيالا تلو أجيال، حفاظا على إيمانهم وحريتهم الدينية والإنسانية. ولما تسنى لهم أن ينفتحوا إلى السواحل ويتواصلوا مع كل أبناء لبنان وطوائفه، أتوا إلى هنا على كتف بيروت ليصنعوا لهم حضورا مشعا ويكونوا صلة تواصل مع الجميع وبين الجميع. هذا الانفتاح هو رسالة بعينها، لأن الإيمان قد أعطينا إياه، لا من أجلنا فحسب، بل من أجل أن ينشر، فيعرف الناس عظمة محبة الله ويعودوا إلى كنفه، أبناء صالحين. ارتفاع الصليب المقدس يدعونا إلى التأمل بمصير هذا الصليب الذي كان في أيام الرومان، وسيلة تعذيب، حبل مشنقة، وسيلة إعدام. وفي الأمبراطورية الرومانية، كان هناك إنعام للمواطنين الرومان، لأن يصلبوا، إذا قتلوا وأعدوا، بل تقطع رؤوسهم بحد السيف. هذا أمر يعتبرونه شريفا. والقديس بولس طلب من الذين أمسكوه في فلسطين أن يخلوا سبيله، لأنه مواطن روماني. وقال: أرفع قضيتي إلى قيصر، إلى روما. لكنه قتل هناك وصار شهيدا للكنيسة".

وأضاف: "الرب يسوع عندما علق على الصليب، كان المطلوب، لا أن يموت وحسب، بل أن يهان، أن يحسب مع العبيد الذين لا كرامة لهم. حمل صليبه وعلق عليه بين لصين، واحد عن اليسار وواحد عن اليمين. ولكن ما أن علق يسوع على الصليب، حتى تحول من وسيلة تعذيب إلى علامة مجد وعلامة خلاص".

وتابع: "الخشبة المرتفعة من تحت إلى فوق، ترمز إلى تواصل جديد بين الله وبين الأرض والسماء. والخشبة المسطحة ترمز إلى لقاء جديد بين كل أبناء الأرض بأخوة جديدة بقوة يسوع المسيح وصليبه. أنتم، أيها الأحباء، ونحن جميعنا بعمادنا، لبسنا المسيح والمسيح تعهدنا وضمنا إليه، وقدمنا إلى أبيه السماوي، ليقول: يا أبتاه هؤلاء إخوتي، إحسبهم أبناءك. فصرنا نحن خليقة الله بنعمة يسوع المسيح، أبناء الله وبناته. بعمادنا نتغير ونصير أبناء الله. والحقوقيون يعرفون أن العائلة عندما تتبنى ولدا، هذا الإبن المتبنى، له حقوق الولد مثل كل الآخرين في البيت. أعطانا الرب حقوقا في سمائه. أعطانا وعدا بأن نكون في بيته وأعطانا نعمة في هذه الأرض أن نعود أهل خير من جديد، إذ أدخل الروح القدس إلى قلوبنا. طوبى لكم، أيها المسيحيون، لأنكم هياكل الله المقدسة، لأن الله احتضنكم برحمته وحنانه وأعطاكم نعمة ابنه الوحيد وقوة روحه القدوس لتسيروا في هذه الدنيا، المسيرة التي توصلكم إلى ملكوت السماء. فكونوا أنتم رسل هذا الصليب المقدس الذي افتدانا والذي صار علامة رجاء للعالم كله. أنتم، يا من تحملون الصليب على صدوركم ويا مَن ترفعونه على جباهكم، يا مَن تقدسونه صبحا ومساء، يا مَن ترسمون إشارته عليكم، كل ساعة وكل دقيقة، اعتبروا أن الصليب، هو حاميكم وإنه يحملكم رسالة حب إلى البشرية بأسرها. نعم، أيها الأحباء، نحن المسيحيين، كما قال بولس، سلمنا خدمة المصالحة، وتقريب الناس إلى الرب إلههم، مهما طال الزمن، لأن الزمن بين قيامة المسيح وعودته، هو زمن القداسة وبنيان ملكوت الله، وطوبى لمن يعمل في هذا الملكوت".

وختم: "مبارك هذا العيد على المسيحيين جميعا، في العالم بأسره، وليرتفع صليب الرب، لا علامة قوة قاهرة للآخر، بل علامة قوة محررة للجميع من كل عبودية، بخاصة من عبودية البغض والحقد والعداوة، وليقلب الله كل أبناء البشر من أعداء إلى اخوة، واصدقاء من جديد، وليحل سلامه على شرقنا المعذب المقهور وعلى هذه الشعوب التي تئن تحت أوجاع الحروب، ليرضى الله عنا، ويبقى لبنان، يا إخوتي، بالمحبة التي وضعت فيه، علامة مستقبل زاهر للمشرق كله وللعالم. ولتكن كنيسة سيدة البير علامة فارقة في حياتكم، تثبت إيمانكم وتقويه لتسلموه إلى أجيال جديدة يحملونه حتى آخر الدهر، علامة محبة من الله لكم ومنكم للرب يسوع المسيح".