سبيتيري للمركز المريميّ للحوار: أنتم المثال الحيّ لنهج إعلان أبو ظبي وتعويلنا على مبادرتكم لإحلال السّلام وترسيخ العيش المشترك
رئيس المركز الأب وسام أبو ناصر أكّد للسّفير البابويّ تمسكّ الأعضاء المؤسّسين بضرورة التّلاقي والحوار تحت مظلّة الكنيسة الجامعة واثقين بالخطوات الجبّارة الّتي يقوم بها البابا فرنسيس في سبيل السّلام وتفعيل الأخوّة الإنسانيّة، مشدّدًا على أنّ المركز يضع نفسه في خدمة التّلاقي وتفعيل الأخوّة الإنسانيّة، كما أكّد بإسم الأعضاء المؤسّسين انسجام المركز مع توجيهات الأكاديميّة الحبريّة المريميّة العالميّة، وسؤال مشورة المطران ماتياس شارل مراد عند الحاجة، ووضع المركز بتصرّف السّفارة البابويّة لأيّ خدمة مستقبليّة، وتقديم كلّ شكل من أشكال التّعاون مع الكرسيّ الرّسوليّ من خلال شخص السّفير في سبيل نشر ثقافة السّلام والأخوّة الإنسانيّة، والبعد المريميّ في العلاقات الأخويّة.
سبيتيري رحّب بأعضاء المركز وأبدى إعجابه برسالة احترام الاختلاف الّتي ينشرها، وقال: "رغم أنّكم من جماعات ثقافيّة مختلفة إلّا أنّ سعيكم لنشر هذه الرّسالة التّعدّديّة يعطي الصّورة أنّه بوسعكم تقديم شيء جديد للبنان لترسيخ العيش المشترك والسّلم الأهليّ، لاسيّما وأنّنا نرى للأسف كيف تنعكس التّوتّرات بين السّياسيّين على الواقع المجتمعيّ". وأشار إلى أنّ ما اُعلن في أبو ظبي هو بطريقة ما معاش أصلاً وهو حقيقة عمليّة في لبنان. وأضاف: "أنتم مثال حيّ لهذا النّهج في المركز المريميّ لحوار الأديان". وإذ لفت إلى أنّ قداسة البابا فرنسيس يتحدّث دائمًا عن الصّراعات في العالم ويطلب الصّلاة من المؤمنين حول العالم لتجد هذه النّزاعات طريقها إلى الحلّ، أكّد تقديره لمبادرة المركز المريميّ للحوار والمبادرات اللّاحقة له في مصر والمغرب والعراق وأفريقيا وغيرها من البلدان لما لها من أهمّيّة في المساعدة على تغيير ذهنيّة الصّراعات والحروب وقال: نعوّل عليكم لتنقلوا إلى جماعاتكم الثّقافيّة المتعدّدة هذا الفكر، لاسيّما وأنّكم لا تمثّلون أشخاصكم بل طوائفكم ومرجعيّاتكم وهذا هو المهمّ."
الشّيخ الدّكتور علي الجناني ممثّل الطّائفة السّنّيّة شكر الفاتيكان على تعيين الأب أبو ناصر على رأس المركز المريميّ للحوار لما لوجوده من أهمّيّة لتسهيل هذا الحوار وجعله أكثر فعاليّة، وقال: "نحن سعداء لهذا التّنوّع في المركز، فهذا الاجتماع والتّلاقي هو السّلاح الأول في وجه إسرائيل، مؤكّدًا السّير وفق نهج قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر إذ أنّ النّتاج الأوّل لإعلان أبو ظبي ترجمت نتائجه في لبنان وهي خطوة رائعة للفاتيكان في بلدنا الحبيب.
ممثّل طائفة الموحّدين الدّروز الشّيخ عامر زين الدّين، شكر للسّفير ترحيبه وأشار إلى تجربة العيش المشترك المستمرّة والتّاريخيّة في الجبل وقال: "نتوق لأن يبقى لبنان كما كان". وطلب من سبيتيري ومن كلّ السّفراء ألّا تتخلّى بلادهم عن وطن الرّسالة. ناسبًا ضرورة الاهتمام بهذا الوطن إلى الرّمزيّة الحبريّة والمريميّة للمركز، رغم أنّ هناك عدّة تجمّعات طائفيّة في لبنان إلّا أنّه يبقى لهذا المركز أهمّيّة كبرى نظرًا لرعاية الفاتيكان المباشرة له.
ممثّل الطّائفة الشّيعيّة الشّيخ الدّكتور علي السّيّد قاسم اقترح تعميم وثيقة أبو ظبي لتشمل جميع الطّوائف، متمنّيًا أن تتحوّل السّفارة البابويّة والّتي وصفها بالصّرح المبارك لأن تكون صرحًا وطنيًّا جامعًا لتلاقي جميع اللّبنانيّين، معلّقًا الآمال عليها لتكريس العيش المشترك في لبنان.
أمين السّرّ الدّكتور ربيع نخلة تحدّث بدوره واضعًا السّفير البابويّ في صورة نشاطات المركز بدءًا بتأسيسه في 29 حزيران 2019، بعد نيله الموافقة من روما بموجب مرسوم صادر عن المجلس البابويّ للثّقافة. مرورًا بزيارته المرجعيّات الرّوحيّة ورؤساء الطّوائف في لبنان وصولاً إلى الاستعداد للمشاركة في المؤتمر المريميّ العالميّ المنويّ عقده في روما ما بين 8 و12 أيلول من العام 2021 مؤكّدًا على انسجام المركز مع توجيهات الكرسيّ الرّسوليّ بهدف نجاحه في إتمام المهام الملقاة على عاتقه.