لبنان
04 أيار 2020, 09:30

سبيتري من بعبدا: يمكننا أن نخصّص 14 أيّار/ مايو لنصلّي معًا من أجل إيجاد الحلول للبنان

تيلي لوميار/ نورسات
حمل السّفير البابويّ لدى لبنان المونسنيور جوزف سبيتري لرئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون خلال زيارته صباحًا، دعم البابا فرنسيس والكرسيّ الرّسوليّ للبنان وللجهود الّتي يبذلها مع الحكومة اللّبنانيّة للتّغلّب على وباء كورونا والخروج من الأزمة الماليّة والاقتصاديّة.

تخلّل اللّقاء عرض للتّحضيرات الجارية ليوم الصّلاة والصّوم وأعمال المحبّة المرتقب يوم الخميس 14 أيّار/ مايو الجاري.

وحمّل الرّئيس عون سبيتري شكره إلى البابا لوقوفه الدّائم بجانب لبنان وشعبه، معتبرًا موقع رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة أنّ الصّلاة المسيحيّة- الإسلامية المشتركة من أجل الانسانية تأتي في صلب رسالة لبنان ودوره في محيطه والعالم، وبداية ترجمة عمليّة للمبادرة الّتي أطلقها الرّئيس عون لإنشاء "أكاديميّة الإنسان للحوار والتّلاقي" في لبنان من أجل إرساء قيم الحوار وبناء حضارة السّلام.

 

وبعد اللّقاء، تحدّث السّفير البابويّ إلى الإعلاميّين، فقال بحسب موقع الرّئاسة: "لقد التقيت فخامة رئيس الجمهوريّة ونقلت إليه قرب الأب الأقدس البابا فرنسيس من جميع المواطنات والمواطنين اللّبنانيّين، وأبلغته أنّني في بداية شهر آذار المنصرم وقبل انتشار وباء كورونا، تشرّفت بلقاء قداسته في الفاتيكان. وقد طلب منّي شخصيًّا أن أنقل قربه من رئيس الجمهوريّة ومن كافّة السّلطات اللّبنانيّة والشّعب اللّبنانيّ بأسره. كما نقلت إلى فخامته الصّلاة الّتي خصّصها البابا فرنسيس يوم السّبت الفائت، طالبًا مشاركة المؤمنين بها، على نيّة رؤساء الدّول والحكومات والسّياسيّين أينما كان في العالم، من أجل أن يضعوا جانبًا أمورهم وأفكارهم ومشاريعهم الخاصّة والعمل معًا بهدف التّوصّل إلى حلول من وباء كورونا وتداعياته. وهذه رسالة هامّة أيضًا بالنّسبة إلى لبنان. فهناك دائمًا زمن خاصّ في الدّيمقراطيّة لكي يعبّر كلّ فريق عن نظرته، في إطار ديمقراطيّ، إنّما هناك وقت يجب فيه أن يكون الجميع معًا. وكما قال قداسة البابا، يجب أن تكون الوحدة في خدمة المواطنين، وهذا أمر أهمّ بكثير من الانقسام والتّمسّك بالخصوصيّات الضّيّقة. ونحن نريد أن نصلّي فعلاً لكيما يتحقّق هذا الأمر أيضًا في لبنان. وأعتقد أنّه بفضل روحيّة الصّمود أمام المحن الّتي يتمتّع بها اللّبنانيّات واللّبنانيّون يمكن الخروج ليس فقط من أزمة الكورونا."

أضاف: "أودّ أن أغتنم الفرصة لأهنّىء وزير الصّحّة والحكومة على خطّة العمل الّتي تمّ انتهاجها، إضافة إلى المستشفيات الحكوميّة والخاصّة الّتي كانت لها إسهامتها في هذه المحنة، ومنها المستشفيات الكاثوليكيّة. وأنا لواثق أنّه يمكننا أيضا الخروج من الأزمة الاقتصاديّة، ولكن علينا العمل سويًّا."

وقال: "لقد أثرت مع فخامة الرّئيس المشاكل الّتي تعاني منها بعض المؤسّسات ليس فقط بالنّسبة إلى المستشفيات، إنّما أيضًا ما يتعلّق منها بالمعاهد التّربويّة والمدارس الخاصّة والمدارس الكاثوليكيّة بشكل عامّ، لاسيّما تلك شبه المجّانيّة الّتي تجتاز ظروفًا صعبة للغاية. وعلى الحكومة أن تبحث في كيفيّة مساعدة هذه المؤسّسات، حتّى لو كانت الكنيسة والمؤسّسات الدّينيّة تقوم بدراسة مشاريع للمساعدة، على ما أنا واثق منه. ونحن نبحث في كيفيّة طلب المساعدة في هذا الخصوص من الخارج لهذه المدارس، لأنّ التّربية تشكّل أساس كلّ مجتمع."

وإختتم بالقول: "تناولت أيضًا مع رئيس الجمهوريّة مبادرة اللّجنة العليا المسيحيّة- الإسلاميّة للأخوّة الإنسانيّة، الّتي أنشئت بعد إعلان أبو ظبي حول الأخوّة الإنسانيّة، من أجل دعوة المسيحيّين والمسلمين لتخصيص يوم 14 أيّار للصّلاة والصّوم من أجل انتهاء وباء كورونا العالميّ. ونحن في لبنان يمكننا أن نخصّص هذا اليوم أيضًا لنصلّي معًا من أجل أن يساعدنا الرّبّ القدير على إيجاد الحلول للبناننا المحبوب."

وردًّا على سؤال حول ما إذا كان حمل مبادرة معيّنة لدعم لبنان من قبل الكرسيّ الرّسوليّ إلى الرّئيس عون، وعن دور السّفارة البابويّة في ترجمة يوم الصّلاة في 14 الجاري في لبنان، أوضح السّفير سبيتري "أنّ مبادرة الرّابع عشر من أيّار أتت من قبل هيئة مسيحيّة- إسلاميّة، وبالطّبع بمباركة من شيخ الأزهر ومن الأب الأقدس. ونحن في لبنان، بدأنا البحث عن إيجاد ترجمة ما لهذه المبادرة، ومن الطّبيعيّ أن تقف السّفارة البابويّة إلى جانب هذه الدّعوة، كما العديد من الهيئات المسيحيّة- الإسلاميّة، لنرى كيف يمكن تخصيص هذا اليوم للصّلاة من أجل إيجاد الحلول لأزمة كورونا وللبنان."

وتابع: "أمّا بالنّسبة إلى المساعدات للبنان، فإنّنا ككرسيّ رسوليّ نعتمد على المساعدات الخاصّة. فكلّ عام يقدّم الفاتيكان المساعدة الهامّة لاسيّما إلى المعاهد التّربويّة ومؤسّسات الرّعاية المجّانيّة المسيحيّة في لبنان. وفي هذا الإطار، كنّا نقوم بالبحث عن مساعدات ذات حجم أكبر، ولكن للأسف فإنّ أزمة الكورونا قد عقّدت لنا الأمر قليلاً، إنّما لا زلنا نبحث ولا زلنا هنا، وعلى كلّ أحد أن يقوم بواجبه. وأعتقد أنّ اللّبنانيّين المنتشرين في الخارج يساعدون قليلاً، ويمكننا أن نقوم بالأكثر من أجل إيصال المساعدات المادّيّة الضّروريّة للغاية إلى النّاس في لبنان في هذه الظّروف".