الفاتيكان
18 أيار 2018, 11:10

سبعة سفراء جدد لدى الكرسيّ الرّسوليّ

سلّم سفراء سبعة دول جدد لدى الكرسيّ الرّسوليّ أمس أوراق اعتمادهم إلى البابا فرنسيس، وهم يمثّلون: تانزانيا، ليسوتو، باكستان، مونغوليا، الدّانمارك، إثيوبيا، وفنلدا.

 

وكانت للمناسبة كلمة وجّهها البابا إلى السّفراء المعتمدين، قال فيها بحسب "إذاعة الفاتيكان": "أرغب في أن أطلب منكم أن تنقلوا مشاعر الامتنان والاحترام لرؤساء دولكم مؤكِّدين صلاتي لهم ولمواطنيكم.

إنّ عمل الدّبلوماسيّة الدّوليّة الصّبور في تعزيز العدالة والتّناغم في واقع الأمم يقوم على القناعة المشتركة بوحدة عائلتنا البشريّة والكرامة الطّبيعيّة لكلّ فرد من أفرادها. لهذا السّبب، تقتنع الكنيسة بأنَّه ينبغي على هدف كلِّ نشاط دبلوماسيّ أن يكون التّنمية الشّاملة لكلّ شخص، رجل وامرأة، طفل ومسنّ، وتنمية الأمم داخل إطار حوار وتعاون في خدمة الخير العامّ. وبالتّالي ينبغي على هذه السّنة، الّتي يُحتفل فيها بالذّكرى السّبعين لتبنّي الأمم المتّحدة الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، أن تشكّل نداء من أجل روح تضامن متجدّد تجاه جميع إخوتنا وأخواتا، لاسيّما الّذين يتألّمون بسبب الفقر والمرض والاضطهاد. لا يمكن لأحد أن يتجاهل مسؤوليّتنا الخلقيّة في تحدّي عولمة اللّامبالاة وعدم التّصرُّف إزاء أوضاع الظّلم المأساويّة الّتي تتطلّب جوابًا بشريًّا فوريًّا.

أعزّائي السّفراء، زمننا هو زمن تغيّرات تاريخيّة ويتطلّب حكمة وتمييزًا من قبل جميع الّذين يعملون من أجل مستقبل سلميٍّ ومزدهر من أجل الأجيال القادمة. أتمنّى أن يساهم حضوركم ونشاطكم داخل الجماعة الدّبلوماسيّة لدى الكرسيّ الرّسوليّ في نموِّ روح التّعاون والمشاركة المتبادلة الأساسيّة من أجل جواب فعّال على تحدّيات اليوم الجذريّة. من جهتها، تعزّز الكنيسة المقتنعة بالمسؤوليّة الّتي نحملها تجاه بعضنا البعض، كلَّ جهد للتّعاون، بدون عنف وخداع، في بناء العالم في روح أخوّة حقيقيّة وسلام.

من بين المسائل البشريّة المُلحَّة الّتي تجدها الجماعة الدّوليّة اليوم أمامها نجد ضرورة استقبال وحماية وتعزيز وإدماج الّذين يهربون من الحرب والجوع أو الّذين يجبرهم التّمييز والاضطهاد والفقر والانحلال البيئيّ على ترك أرضهم. وكما سنحت لي الفرصة بأن أؤكِّد في رسالتي بمناسبة اليوم العالميّ للسّلام لهذه السّنة، تحمل هذه المشكلة بعدًا أخلاقيًّا يتخطّى الحدود الوطنيّة والمفاهيم المحدودة حول السّلامة والمصالح الخاصّة. بالرّغم من تعقيد وهشاشة المسائل السّياسيّة والاجتماعيّة المعنيّة، تُدعى جميع الأمم والجماعة الدّوليّة للمساهمة بشكل أفضل في عمل السّلام والمصالحة من خلال قرارات وسياسات تتميّز بالفطنة والشّجاعة".

أعزّائي السّفراء، في بدء رسالتكم الجديدة أقدّم لكم أطيب التّمنّيات، وأستفيد من الفرصة لأؤكِّد لكم العناية الدّائمة لمختلف مكاتب الكوريا الرّومانيّة لمساعدتكم في إتمام مسؤوليّاتكم. وأستمطر عليكم وعلى عائلاتكم ومعاونيكم ومواطنيكم البركات الإلهيّة للفرح والسّلام".