ساكو: من هو الشّهيد الحقيقيّ؟
"نحتفل في هذه الجمعة بتذكار شهداء كنيستنا والمعترفين بإيمانهم الّذين ضحّوا بذاتهم أو عذّبوا من أجل إيمانهم. وفي السّينودس قبل سنتين اعتمدنا تسمية: جمعة الشّهداء والقدّيسين وخصوصًّا لإحياء شهداء عصرنا. قبل أيّام احتفلنا بشهداء سيفا – بسفر برلك حيث قتلوا آلاف الكلدان من بينهم أساقفة: مار أداي شير ومار يعقوب أوراهام وتوما أودو وأزيلت أبرشيات كما ايضًا نذكر شهداءنا بعد سقوط النّظام وهم المطران بولس فرج رحو والأب رغيد والشّمامسة والعلمانيّين، كلّهم شهداء بنفس القدر... الشّهادة، هي الحبّ الأعظم، هي شجاعة التّضحية بالذّات، أيّ قبول الموت في سبيل الإيمان أو الوطن أو قضيّة عظمى. وتاريخ الأديان مليء بشهداء الإيمان والبلدان بشهداء الوطن والحرّيّة. فالشّهيد في الوطن هو بطل، وفي المسيحيّة يعدّ قدّيسًا؛ ونحتفل بذكراهم، لنتعلّم من مواقفهم وكلماتهم وسلوكهم الثّبات على الإيمان والأخلاق والمبادئ.
والشّهيد في كافّة الأديان السّماويّة هم في عداد الأحياء، لذا نحتفل بخلودهم بالورد والشّموع. في الكتاب المقدّس جاء "في السّموات شهيدي" ( أيوب 16-19) ودماء الشّهداء بذار الإيمان، كما يقول أحد لاهوتيّي الكنيسّة. الشّهادة نداء الإيمان والواجب وتختلف عن العمليّات الاستشهاديّة – الانتحاريّة الظّلاميّة فهي إرهاب وليست شهادة.
نحن المسيحيّين تاريخنا موسوم بالشّهادة .. منذ المسيح والرّسل وإلى يومنا لقد آن الأوان لنبذ كلّ أشكال العنف من أجل احترام الحياة، جميل أن يموت الشّخص من أجل قضيّة كبرى، لكنّه أجمل أن يعيش ويناضل من أجلها. آن الأوان أن يعمل الجميع من أجل عودة الأمان والاستقرار إلى العراق من خلال بسط القانون وحصّر السّلاح بيد الدّولة وبنائه على أسس سليمة. ندعو الله أن تكون هذه المناسبة دافعًا لكلّ السّياسيّين، وبكلّ فئاتهم أن يضعوا مصلحة العراق والعراقيّين فوق أيّ مصلحة، وهذه بالذّات شهادة حياة. وشكرًا".