ساكو: مع مريم نحو الأعالي

ركّز البطريرك ساكو في عظته بحسب إعلام البطريكيّة على اقتفاء خطى مريم نحو الأعالي: “هذا تعبير روحيّ عميق المعاني. إنّه لا يقصد الارتفاع في الفضاء – الجوّ، بل يقصد القدرة على النّضوج والارتقاء في القيم الإنسانيّة والرّوحيّة، وبناء الحياة الأبديّة فينا…

رقاد مريم وانتقالها مرتبط بقيامة المسيح وصعوده إلى السّماء، أيّ انتقاله إلى عالم الله الذي يفوق مداركنا، فأمّه مريم القدّيسة تشترك معه بنفس المصير. هذا ما نسميه سرّ الخلاص…. وهذا هو معنى انتقال مريم إلى السّماء….

إيمان مريم جعلها تعمل وفق نظام الرّوح الجديد الذي بشّر به ابنها. ونقلها إلى السّماء لطاعتها، وثقتها ومحبّتها وصلاتها.

قيامة يسوع وانتقال أمّنا مريم إلى السّماء يعزّزان رجاءنا بالحياة الإبديّة التي وعدنا به المسيح وإنّ باب السّماء – باب الله مفتوح لنا حتّى عندما نخطأ بشرط أن نتوب…

لنتأمّل في معاني هذا العيد وسط ظروفنا وصعوباتنا لكي ننتقل من مخاوفنا وقلقنا إلى التّمسّك بقوّة بتجسيد إيماننا وقيمنا المسيحيّة ورجاءنا... فالذي أقام المسيح وأقام مريم سوف يقيمنا إذا جسَّدنا ما يطلبه الله منّا.. مشاركة المسيح في آلامه وموته – مشاركة في قيامته... فإن كان المسيح فينا فنحن أحياء…

الحبّ الذي جسَّده المسيح وأمّه مريم في إعطاء كلّ شيء هو طريق الوجود والحياة والقيامة... هذا هو الرّهان.”