العراق
02 كانون الثاني 2020, 14:30

ساكو في بداية العام: السّلام يتحقّق عندما نتضامن ونتعاون كأخوة وليس كخصوم

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل الكلدان في العراق العام الجديد بقدّاس إلهيّ ترأّسه بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، في كاتدرائيّة مار يوسف- الكرّادة- بغداد، عاونه فيه المطرانان المعاونان باسيليوس يلدو وروبرت جرجيس وكاهن الرّعيّة الأب نضير دكو، بحضور جمهور غفير من المؤمنين.

وللمناسبة، ألقى ساكو عظة قال فيها بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"ودّعنا  قبل ساعات سنة 2019، مع ما عشناه من مفاجآت ومعاناة وهموم. وإستقبلنا سنة جديدة 2020، ولا نعرف إلى أين ستسير بنا، لكنّنا نأمل أن تكون مختلفة وأكثر أمنًا استقرارًا، وألّا تفاجئنا بمآس أخرى، لقد تعبنا بصراحة من كلّ الظّروف الّتي مرّت ببلدنا، ونتوق إلى أن نعيش في سلام وآمان وكرامة. لذا أؤكّد على أهمّيّة النّأي بالنّفس عن الصّراع الدّائر في المنطقة وأدعو الجميع إلى العقلانيّة والحكمة لتفادي الصّراعات غير المفيدة لنا في سبيل الحفاظ على سيادة البلد وحماية حياة مواطنيه.

قبل أيّام احتفلنا بعيد ميلاد المسيح، وميلاده يحمل لنا الرّجاء وأجمل بشرى"السّلام على الأرض"، لكن أين منّا هذا المشروع، فالسّلام لم يتحقّق إلى اليوم وبخاصّة في منطقتنا ولعوامل مختلفة تأتي في المقدّمة ميول النّاس الشّرّيرة، كالأنانيّة والمصالح الخاصّة، والفساد والجوع والظّلم، والعداوات، والتّهديد والقتل والتّهجير.السّلام لا يتعايش مع هذه الحالات.

السّلام يتحقّق عندما نرفع من قلوبنا الميول الشّريرة الّتي تقضي على قيم الأخوَّة والمحبّة والسّلام والعيش المتناغم. السّلام يتحقّق عندما نتوب، ونطهِّر قلبنا من كلّ سوء، ونستعيد تناغمنا ووحدتنا. السّلام يتحقّق عندما نتضامن ونتعاون كأخوة، وليس كخصوم، ونلزم عمليًّا الخير والقيم الإنسانيّة والرّوحيّة والأخلاقيّة ونشعُّها بمساعدة النّعمة الإلهيّة.

البابا فرنسيس في رسالته عن السّلام لهذا العام يؤكّد على أنّ السّلام، طريق أمل ورجاء، تتطلّع إليه البشريّة جمعاء، إزاء العقبات والمحن من حروب وصراعات، واستغلال وفساد، وكراهيّة وعنف، باعتماد الحوار والثّقة المتبادلة.

وأمام موجة التّطرّف المستشري خصوصًا في منطقتنا، بات ضروريًّا أن تقوم المرجعيّات الدّينيّة والتّربويّة بحملة توعية تضيء طريق السّلام وأهمّيّة ثقافة اللّاعنف واحترام التّنوّع، وعدم الإساءة إلى أيّ إنسان مهما كان دينه أو عرقه أو لونه. هذه الأفكار المتشدّدة المغلوطة تسيء إلى الدّين والمجتمع وتهدّد السّلم المجتمعيّ.

إنّنا نصلّي بحرارة من أجلِ أن يَعُمَّ السّلامُ في بلدنا وشَرقِنا المُتألّم، وأن تكونَ هذه السّنة، سنة مَحبّةً وأخوّة وسلام وحرّيّة وعيش كريم.

وكلّ عام وأنتم بخير".