العراق
06 تشرين الأول 2021, 12:30

ساكو: رسالة الأديان ليست بناء دولة وإنّما إشاعة قيم الأخوّة والمحبّة والتّسامح

تيلي لوميار/ نورسات
جدّد بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو دعوته إلى "دولة مدنيّة تعتمد المواطنة وتحترم الأديان وتحتضن جميع أبنائها من دون استثناء، فالدّين لله والوطن للجميع."، وذلك في كلمة ألقاها الثّلاثاء في المؤتمر الثّالث الّذي نظّمته دائرة قصر المؤتمرات في وزارة الثّقافة والسّياحة والآثار في العراق، بالتّعاون مع البطريركيّة الكلدانيّة، في كنيسة انتقال مريم العذراء، تحت شعار "العراق يزدهر بتنوّع أديانه"، وذلك بحضور فعاليّات سياسيّة ودينيّة وأكاديميّة.

وفي تفاصيل، كلمته قال ساكو وفق ما أفاد إعلام البطريركيّة الرّسميّ: "تحيّة لكم في رحاب هذه الكنيسة لمريم العذراء. وشكرًا لمنظّمي هذه المبادرة الوطنيّة الطّيّبة الّتي تهدف إلى تقارب وجهات النّظر المختلفة بين الدّيانات والمذاهب وأبناء البلد الواحد خصوصًا في هذه الظّروف المعقّدة والصّعبة.

زيارة البابا فرنسيس للعراق في آذار الماضي 5- 8 كانت بركة للعراقيّين. وقد رسمت رسائله ولقاءاته مع المسؤولين العراقيّين ورجال الدّين وبشكل متميّز مع المرجع الشّيعيّ الأعلى سماحة السّيّد علي السّيستاني خارطة طريق للعيش المشترك السّلميّ. كلام البابا "كلّنا إخوة"، أيّ كلّ إنسان هو أخ، وعبارة سماحة السّيّد علي السّيستاني "أنتم جزء منّا ونحن جزء منكم"، أيّ نحن جسم واحد، إنّها عبارةٌ نبويّة ينبغي تفعيلها. هذه الرّؤية سبق أن تجسّدت من خلال توقيع البابا مع إمام الأزهر الشّيخ الدّكتور أحمد الطّيّب على "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة" في الرّابع من شهر شباط 2019، في أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربيّة.

ينبغي الاستناد إلى بلاغات أقطاب الدّيانتين المسيحيّة والإسلاميّة الّتي تنسجم مع روحانيّة الإنجيل وروحانيّة القرآن لتعزيز مساحات القواسم المشتركة بين المسيحيّين والمسلمين والآخرين وتفعيلها لقبول اختلاف الآخر والعيش المشترك المتكافئ بالحقوق والواجبات. وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة للتّثقيف والتّوعية.

1. "التّربية الدّينيّة". إنّه من الأهمّيّة بمكان أن يُعالج التّعليم الدّينيّ بأسلوب سليم بعيدًا عن الكراهيّة وكلّ أشكال العنف الّتي تطال حياة النّاس وتنتهك كرامتهم، ذلك من خلال ترسيخ ثقافة التّلاقي والأخوّة والصّداقة والسّلام والثّقة بين البشر. يتعيّن على المؤسّسات الدّينيّة والاجتماعيّة والحكوميّة ترميم البشر قبل الحجر،  وتقديم مناهج جديدة للتّربية الدّينيّة برؤية جديدة تحترم الدّيانات وأتباعها وتعزّز ثقافة التّنوّع والتّعدّديّة بشكل حضاريّ، وتوطّد الثّقة وتبدّد الأحكام المسبقة. وهنا نشدّد على دور وسائل الإعلام في إشاعة هذه الثّقافة، فالإعلام رسالة وليس إثارة.

2. رسالة الأديان ليست بناء دولة وإنّما إشاعة قيم الإخوّة والمحبّة والتّسامح وتنشئة الإنسان وتوجيه سلوكه وضمان كرامته وحقوقه ليكون بأبهى صورة إنسانيّة، فالإنسان هو محور الدّيانات، كما يؤكّده الإنجيل والقرآن. أمّا الدّولة فمسؤوليّتها ترتكز على تنظيم حياة المجتمع وضمان الحقوق والواجبات على قدم المساواة.

الخلاصة، الحلّ عندنا في العراق هو في قيام دولة مدنيّة تعتمد المواطنة وتحترم الأديان وتحتضن جميع أبنائها من دون استثناء، فالدّين لله والوطن للجميع. وكلّنا أمل أن تجلب الانتخابات القادمة انعطافة إيجابيّة مفصليّة للعراق. شكرًا."