العراق
15 أيلول 2020, 07:50

ساكو: الموقف المسيحيّ الصّحيح هو أن نتحمّل صليب كلّ يوم بصبر وإيمان وثقة

تيلي لوميار/ نورسات
أضاء بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو على القيمة المعنويّة للصّليب، خلال عظته في قدّاس عيد ارتفاع الصّليب الّذي ترأّسه في كابيلا البطريركيّة، وعاونه فيه المطرانان باسيليوس يلدو وروبرت سعيد والأب مارتن بني، بحضور راهبات البطريركيّة.

وللمناسبة، ألقى ساكو عظة قال فيها نقلاً عن موقع البطريركيّة الرّسميّ: "الصّليب بالمعنى الصّحيح قيمة معنويّة وليس مادّيّة. من خلّصنا هو يسوع المسيح بتعليمه وحياته، والألم والصّليب جزء منها.

يقول عبد يشوع الصّوباويّ في كتاب الجوهرة: بالنّسبة للصّليب، إنّنا نسجد لله مخلّصنا، لأنّ الصّليب اسم (علامة) المسيح... وليس للخشب أو الفضّة أو النّحاس.

يمنح صليب المسيح معنى لحياة الإنسان المتألّم. ويعانق المسيح معنا كلّ وجع وألم وضيق.

يسوع اختبر الألم والصّليب في حياته. وكذلك يختبر كلّ واحد منّا الألم. اليوم الملايين يختبرون وباء كورونا ويتألّمون.. وبلدان مثل العراق ولبنان وسوريا يختبر مواطنوها الصّليب من خلال ظروفهم السّياسيّة والاجتماعيّة والمعيشيّة الصّعبة والمقلقة والمخيفة.

ينبغي أن نتفهّم كلام يسوع بعمق عندما قال: "إحمل صليبك واتبعني" ( متّى 16/24). ماذا يعني هذا؟ يعني باختصار الاقتداء بالمسيح وليس شيئًا آخر. لا نضيّعن وقتنا في تفسيرات مغلوطة.

1. يسوع يطلب منّا أن نتحمّل  ما يصيبنا (صليبنا) بروح إيجابيّة. هذا لا يعني أن نطلب الألم لأنفسنا ونبحث عنه. هذا ليس موقفًا مسيحيًّا. الموقف المسيحيّ الصّحيح هو أن نتحمّل صليب كلّ يوم بصبر وإيمان وثقة ولنتنهّد كما تنهّد يسوع ولنطلب مثله معونة الله لنا.

2. يسوع يطلب منّا لا فقط أن نتحمّل الألم، بل أن نحارب المرض والظّلم والفقر والجوع (متّى فصل 25) وأن ننفتح على ألم ووجع الآخرين، ونخفّف عنهم مثلما فعل سمعان القيروانيّ، والسّامريّ الصّالح مع الرّجل الّذي وقع بين اللّصوص.علينا أن نعمل كما عمل يسوع  لكي نكون مثله قوّة إيجابيّة للتّغيير نحو الأفضل.

3. الألم لا ينبغي أن يخلق في داخلنا الإحباط واليأس، بل أن يعمّق حرّيّتنا الدّاخليّة بإيمان واثق وصلاة حارّة... هذه الحرّيّة الدّاخليّة سترسّخ فينا الرّجاء بأنّ حالتنا  ليست النّهاية التّعيسة، وصليبنا ليس كلمة الله الأخيرة، بل كلمته هي للحياة الأبديّة، الّتي وعدنا بها وننتظرها منه.

على المؤمن أن يقرأ ما اختبره بولس الرّسول: "يُضَيَّقُ علَينا مِن كُلِّ جِهَةٍ ولا نُحَطَّم، نَقَعُ في المآزِقِ ولا نَعجِزُ عنِ الخُروج مِنها،  نُطارَدُ ولا نُدرَك، نُصرَعُ ولا نَهلِك، نَحمِلُ في أَجسادِنا كُلَّ حِينٍ مَوتَ المسيح لِتَظهَرَ في أَجسادِنا حَياةُ المسيحِ أَيضًا. فإِنَّنا نَحنُ الأَحياءَ نُسلَمُ في كُلِّ حينٍ إلى المَوتِ مِن أَجلِ يسوع لِتَظهَرَ في أَجسادِنا الفانِيَةِ حَياةُ يسوعَ أَيضًا. المَوتُ يَعمَلُ فينا والحَياةُ تَعمَلُ فيكُم." (2 قورنثية 4/ 7-12).

هذه يجب أن تكون حالنا كمؤمنين لتعمل قدرة لله فينا. ينبغي أن نثق به وبرجاء عتيد."